شريط الأخبار

الذين يخافون على الوحدة الوطنية

الذين يخافون على الوحدة الوطنية
كرمالكم :  

المحامي محمد الصبيحي

ما أن يشهد الشارع الأردني حراكًا وطنيًا نحو قضية ما حتى تبدأ أصوات كثيرة هنا وهناك بإبداء القلق على الوحدة الوطنية وأصوات أخرى تذكرنا بالأمن الوطني.

لماذا ؟؟

إن لم تكن هذه اسطوانة قديمة لإسكات الناس ومنعهم من التعبير فانها تعني أن فئة من أصحاب الرأي يعتقدون أن الوحدة الوطنية بناية متهالكة وان أمن البلد هش وضعيف وهذه مشكلة في عقولهم وهم ينسون أو يتناسون أن الأردنيين قوميون وحدويون بالفطرة وأن أمن البلد بخير فما من بيت في المملكة الا وبه من خدم في أحد أجهزة الأمن أو القوات المسلحة الجيش العربي الذي نشأ على الاحتراف والانضباط والحياد السياسي منذ زمن عدوى الانقلابات العسكرية العربية وحتى اليوم وغدا أن شاء الله ، وعندما يكون أمن البلد مهددًا يتوقف الأردنيون عن الكلام السياسي ويتحولون إلى جنود لحماية بلدهم من المخاطر، هكذا نحن داخليا وهكذا نحن عربيا نشعر ونتألم لكل مصاب عربي من المحيط إلى الخليج ولن نحيد عن ذلك أبدا.

اختلاف وتنوع الرأي والحركات الشعبية في الشارع لا تهدد الوحدة الوطنية وإنما تدعمها وتدعم الموقف السياسي للدولة حتى لو سمعنا صوتا نشازا أو مشبوها هنا وهناك فهذا يحصل في أي دولة وأي حراك في أي بقعة في العالم، اما الذي يلحق الضرر بالوحدة الوطنية فهو ضعف المنظومة القضائية أو غياب العدالة لا سمح الله ، وهو وجود فئة مستغلةمستأثرة بثروات البلد ،، وهو الواسطة والمحسوبية ، وهو الغنى وجمع الثروة وتجاهل الفقر والفقراء ، وهو وجود الرجل الجاهل و غير المناسب في المنصب الرسمي وهو غياب المسائلة الحازمة لأداء الموظف العام.

الأردنيون ايها السادة مجمعون على العرش الهاشمي وأمن الوطن الداخلي والخارجي والشعور القومي وخاصة تجاه القضية الفلسطينية ولكنهم مختلفو الرأي حول عديد المسائل الداخلية وأولها العدالة وتكافؤ الفرص والأداء الحكومي واستغلال الثروات الوطنية ودعم الكفاءات البشرية وتنميتها.

إن اول عنوان لمنعة الانتماء الوطني هو العدالة في كافة المجالات والعنوان القومي السياسي للدولة ، والباقي تفاصيل مكملة.

مواضيع قد تهمك