شريط الأخبار

ما دلالات تصريح نتنياهو؟

ما دلالات تصريح نتنياهو؟
كرمالكم :  

د. صالح المعايطة

*توقف المحللون والخبراء عند ما قاله نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية قبل يومين حول ما قام به القادة العسكريون وقادة الوحدات المقاتلة الميدانية عن إعلان هدنة تكتيكية في جنوب قطاع غزة تحت وقع ضربات المقاومة المؤلمة والشرسة لقوات الاحتلال على كافة جبهات القتال، مما أوقع خسائر بشرية هائلة في الجنود والمعدات وآخرها مقتل 8 جنود أثر تدمير ناقلة النمر المدرعة، مما اجبر القادة العسكريين الميدانيين عن إعلان هدنة تكتيكية في جنوب القطاع مما اغضب نتنياهو ورفض هذا القرار، وقال انه لا علم له بهذا القرا ر وطالب القادة العسكريين بالاستمرار في القتال حتى تحقيق النصر الكامل ،وقال عبارته الغاضبة:(ان إسرائيل دولة لها جيش وليس جيش له دولة) وهذا تصريح خطير جدا وله تداعياته على العلاقة اامتصدعة اصلا بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية منذ بدء الاجتياح الإسرائيلي لغزة .

*دعونا نتوقف عند هذا التصريح ودلالاته والتي تشير إلى أن نتنياهو لم يعد بزمام القيادة والسيطرة على الجيش الإسرائيلي والاجهزة الامنية الأخرى .

*وايضا لم يعد نتنياهو يسيطر على مجلس الحرب الذي استقال منه حتى الآن 3 أعضاء مهمين وهم( غانتس، وايزكوت ،وساعر)،مما اربك مشهد القرار العسكري والسياسي وهذا التحول قد يقود إلى انتخابات مبكرة ،وهذا ما تنتظره المعارضة مستغله تصدعات الجبهة الداخلية،والخلاف بين قادة الجيش ونتنياهو ،حيث اصبح الجميع يطالب برحيل نتنياهو الذي فشل في تحرير كل الرهائن والقضاء على حركة حماس.

*لأول مرة يهاجم نتنياهو قادة كبار في الجيش ويقول لهم ان إسرائيل دولة لها جيش وليس جيش له دولة، فهل سيتمرد الجيش على نتنياهو ويوقف الحرب....؟. وهل الجيش يقرر الانسحاب من غزة بدون موافقة نتنياهو ...؟. وهل المعارضة تضغط باتجاه انتخابات مبكرة ....؟. وهل نتنياهو يبحث عن طوق النجاه...وعن مهبط آمن...؟. ام انه مستمر في المكابره وشجاعة اليأس....؟.

*لقد أشرت في مقالات سابقة وقلت ان اي حرب يتم التخطيط لها على قواعد الغضب والانتقام ومتغيرات متسارعة ،حتما ستكون نتائجها كارثية بسبب التخبط والعشوائية، فلا يعقل ان الجيس الإسرائيلي الذي كان يقال عنه الجيش الذي لا يقهر يخوض حربا منذ اكثر من8 أشهر ولم يحقق الأهداف التي شن الحرب من أجلها ،رغم امتلاكه فائض القوة وأحدث تكنولوجيا ، وكان يتباهى بالغطرسة الاستخبارية والغطرسة التكنولوجية.

*اليوم يقول بعض المحللون ان الجيش هو الذي يقود المشهد في غزة وليس الحكومة .... البعض يتساءل من يحكم إسرائيل نتنياهو ام الجيش بعد التصريحات الأخيرة لنتنياهو ..؟. والبعض الآخر يسأل هل إسرائيل فقدت بوصلة قيادتها التي لم تستطيع إرجاع 200 الف مستوطن نزحوا من مستعمرات شمال إسرائيل على الحدود اللبنانية الى الداخل الإسرائيلي وتركوا مصالحهم ومزارعهم واعمالهم منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 ....؟. ولأول مرة هناك نزوح داخل إسرائيل في تل أبيب ويافا وحيفا، وينتظرون العودة إلى شمال إسرائيل لكن حزب الله يهدد بحرق كل المستعمرات اذا عاد المستوطنين....وهذا أكبر تحدي يواجه نتنياهو منذ 7 أكتوبر وحتى الآن.

*خلاصة القول نجد ان إسرائيل المتغطرسة تواجه تحديات كثيرة في الداخل والاقليم والعالم وتحديات محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية وتآكل في قدراتها العسكرية وتراجع في معنويات الجيش الإسرائيلي...مما جعل القادة العسكريون يقولون لا لنتنياهو في بعض المواقف ،ويضغطون لوقف القتال والدخول في مفاوضات لعودة الرهائن لدى حماس ...فهل إسرائيل أصبحت رهينة الجيش ام الجيش رهينة نتنياهو ...وهل الجيش جيش دولة أو جيش عصابات ....؟.

مواضيع قد تهمك