شريط الأخبار

الرهان على الخلافات الصهيونية عبث.. نتنياهو يلعب بالجميع

الرهان على الخلافات الصهيونية عبث.. نتنياهو يلعب بالجميع
كرمالكم :  

علي سعادة

المراهنة على الخلافات داخل الكيان الصهيوني، مراهنة خاسرة بكل المعايير والمواصفات والمقاييس والاستنتاجات، فمنذ أن ولد هذا الكيان المسخ وحتى قبل ذلك بكثير، كان دائما ثمة صراع وخلاف حاد في المجتمع الصهيوني، لكنه خلاف لا يتطور إلى قتال داخلي أو حرب أهلية أو شيء من هذا القبيل، خلاف مضبوط بخبث ودهاء من الدولة العميقة في "تل أبيب".

ومنذ الحرب على غزة سمعنا عن عشرات الخلافات بين أعضاء حكومة نتنياهو أنفسهم، وبين حكومة نتنياهو وأعضاء مجلس الحرب، وبين أعضاء مجلس الحرب نفسه،  وخلافات بيم الجيش وحكومة نتنياهو، وهو ما يعرف اصطلاحا المستوى السياسي.

لكن هذا الخلاف أيضا لا يعدو كونه خلاف على إنهاء الوجود الفلسطيني في غزة كمرحلة أولى ثم الضفة الغربية كمرحلة ثانية.

فمثلا حين أقر الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال، دانيال هغاري باستحالة تحقيق الهدف الرئيسي من عدوانه الوحشي على قطاع غزة وهو تدمير "حماس"، بقوله "الحديث عن تدمير حماس هو بمثابة ذر للرماد في أعين الجمهور الإسرائيليين". موضحا أن "حماس فكرة، لا يمكنك تدمير فكرة، يجب على المستوى السياسي أن يجد بديلا لها وإلا فستبقى". بحسب هغاري نفسه.

وحين شدد على أن الاحتلال "يدفع ثمنا باهظا في الحرب لكننا لا يمكن أن نبقى صامتين"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن إعادة كل الأسرى بالوسائل العسكرية".

تجاهل نتنياهو الأمر بالكامل وامر مكتبه كنوع من الاستخفاف بقوله "مجلس الوزراء الأمني المصغر حدد تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية كأحد أهداف الحرب وجيش الدفاع ملتزم بذلك"، حسب تعبيره.

ولم يترك النتن خلافه مع غنتس أن يصل إلى صراع وحرب، وكما انه يتجاهل بشكل كامل كل ما يصدر عن  يائير لابيد من تصريحات ومواقف وكأنه غير موجود .

كما أن النتن امتص غضب بن غفير بان قام بضمه إلى "مجلس الوزراء الأمني المصغر"، ورغم أن الأحزاب الدينية تهدد بحل الحكومة غضبا من قرار حكومية النتن بخصوص قانون الحاخامات، إلا النتن قادر على امتصاص هذا الغضب أيضا بتقديم عظمة لحزب "شاس " الديني.

وحتى المظاهرات اليومية التي تجري في دولة الاحتلال للمطالبة بصفقة تبادل، فإن النتن قادر على ضبط إيقاعها، عبر شيطنة المتظاهرين، كما يفعل مع الجنرالات السابقين في الجيش وفي الموساد والشابك الذي يواصلون انتقاد طريقة إدارته لملف الحرب على غزة.

دولة الاحتلال هي لعبة نتنياهو حاليا، كما كانت سابقا لعبة غيره من السياسيين، وهم يمتلكون خبرة في هذا المجال تعود إلى آلاف السنين حين جادلوا الأنبياء والمرسلين.

النتن يعرف كيف يحول المجتمع الإسرائيلي بأكمله إلى أرجوزات ومهرجين، كما بفعل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته التي يلعب بها بخبث ومكر وزير الخارجية انتوني بلينكن.

السبيل

مواضيع قد تهمك