كمال زكارنة
فشل نتنياهو في عدوانه على قطاع غزة،ولم يحقق هدفا واحدا من اهداف العدوان،والفشل يعني الوجه الآخر للهزيمة،وبعد تسعة اشهر تقريبا على العدوان المستمر ،خسر الاحتلال اكثر من نصف آلياته البرية ،واكثر من ستة عشر الف قتيل وثلاثين الف جريح ومعاق، وهروب اكثر من نصف مليون مهاجر الى اوروبا ،ونزوح اكثر من ثلاثمائة الف مستوطن داخل فلسطين المحتلة،من الشمال والجنوب تركزوا جميعا في الوسط.
الفشل والهزيمة اجبرت نتنياهو على الصراخ واستجداء الادارة الامريكية لتزويد الكيان بالسلاح الحديث والمتطور،والقاء اللائمة على بايدن وتحميله مسؤولية اخفاق الجيش الاسرائيلي في تحقيق اهداف العدوان.
حتى دخل في صدام مباشر مع الرئيس الامريكي وادارته علنا ،كما اصطدم مع قادة الجيش وقادة السياسة في الكيان ومع قطعان الاسرائيليين،وهو الان في حالة صدام مع كل من حوله ومع حلفاءه التاريخيين والتقليديين،ومع المجتمع الدولي، بسبب سياسته العدوانية والاجرامية .
كلما اقترب موعد انتخابات الرئاسة الامريكية يزداد ضغط نتنياهو على الرئيس الامريكي والحزب الديمقراطي ،لان نتنياهو لديه ورقة قوية ونفوذ كبير في اوساط اليهود الاميركان،ويستطيع ان يؤثر في مجريات الانتخابات الامريكية القادمة.،ونراه اليوم يصعد اعمال الابتزاز للرئيس بايدن،بهدف الحصول على احدث انواع الاسلحة الامريكية ،لمواصلة حرب الابادة الجماعية على الشعب الفلسطيني ،وربما مهاجمة لبنان من بوابة حزب الله.
فشل العدوان على غزة في تحقيق اهدافه،والخسائر الفادحة جدا التي يتكبدها جيش الاحتلال هناك،دفعت نتيناهو الى التسريع في تنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية ،من خلال قانون سوف يصدر عن الكنيست،وتوسيع الاستيطان والتركيز في المرحلة الاولى على منطقة سي او جيم،التي تقدر مساحتها بحوالي 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية ،وهي تخضع للسيطرة الامنية والادارية الاسرائيلية حسب اتفاق اوسلو،ومن ثم التوسع والانتشار الاستيطاني في جميع اراضي الضفة الغربية ،خاصة وان حكومة نتنياهو سبق لها وان الغت تلك التقسيمات الف وباء وجيم،واعتبرت جميع اراضي الضفة الغربية المحتلة اراضي اسرائيلية يسمونها يهودا والسامرة.
ويوجد في الضفة الغربية حاليا حوالي 200 مستوطنة واكثر من هذا الرقم بؤر استيطانية،يقيم فيها اكثر من 850 الف مستوطن صهيوني، مدججين بالسلاح والمواد والوسائل القتالية اللازمة.
ومن اجل تنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية ،ومنع اقامة دولة فلسطينية ،عهد نتنياهو بملف الاستيطان للولد المجنون المراهق سموتريتش ،الذي صرح فور تسلمه ملف الاستيطان في الضفة،بانه سوف يغطي مساحة ما يعرف بمنطقة سي، بمئات المستوطنات ومئات الاف السمتوطنين.
كل هذا يترافق مع حرب اسرائيلية شاملة على الضفة الغربية ،يشنها الاحتلال بعيدا عن الاعلام .
اصبحت الضفة الغربية اليوم امام الخطر المباشر ،الذي يتهددها بضم الاراضي وتهجير السكان،من خلال تسونامي الاستيطان، بهدف اقامة الدولة اليهودية احادية القومية على ارض فلسطين التاريخية.
نتنياهو يتحرك في جميع الاتجاهات،فهو يعمل على تنفيذ المشروع الصهيوني التاريخي في فلسطين المحتلة،وفي نفس الوقت على التخلص من مصادر الخطر جنوب وشمال فلسطين، التي تهدد وجود اسرائيل كما يدعي.