شريط الأخبار

«توسعة» الحرب الإقليمية

«توسعة» الحرب الإقليمية
كرمالكم :  

عوني الداوود

.. أقول(توسعة).. لأن الحرب الإقليمية (المحدودة) بدأت بالفعل بعد منذ 8 اكتوبر بين اسرائيل وحزب الله، وقد أسفرت حتى تاريخه عن مقتل 469 لبنانيا منهم 307 من حزب الله ونحو 90 مدنيا، في حين لم تعلن اسرائيل إلاّ عن مقتل 15عسكريا و11مدنيا.

- إذاً.. الحرب الاقليمية واقعة على الأرض وتوسّعت مع تطور أحداث باب المندب والبحر الاحمر التي(عولمت) العدوان على غزة بوجود تحالفات دولية وغربية داعمة لاسرائيل مباشرة في عدوانها على غزة.. أو التحالف ضد هجمات الحوثيين عند باب المندب.. لذلك فالحرب على غزة منذ يومها الأول (7 اكتوبر) هي حرب اقليمية وعالمية (حتى ولو كانت محدودة ).. لكن الخشية كانت من توسّع هذه الحرب لتصبح مفتوحة وشاملة اقليميا، وما سرعة استدعاء حاملة الطائرات الامريكية «جيرالد فورد» منذ الأيام الاولى للعدوان على غزّة إلاّ خشية توسّع سريع لرقعة النيران في المنطقة.. لذلك نسأل ما الجديد في تطورات الحرب؟ وهل نحن بانتظار «ساعة الصفر» لحرب مفتوحة بين اسرائيل وحزب الله، قد تصبح سريعا حربا «مباشرة وشمولية» بين اسرائيل وامريكا واوروبا في مواجهة حزب الله وايران.. وربما دول أخرى؟.. للاجابة عن هذه التساؤلات لا بد من الاشارة لما يلي:

1 - أذكّر أنني منذ 7 أكتوبر كرّرت وفي أكثر من مقال - بناء على تحليل ورصد ومتابعة تطور الأحداث - أن العدوان على غزة هذه المرّة مختلف عمّا سبق، ولذلك فإن الحرب ستكون طويلة ومستمرة حتى موعد الانتخابات الامريكية على الاقل.

2 - هذه الحرب«وجودية»- كما أعلنها وأدركها مبكرا نتنياهو لأن الضربة كانت مخزية وشكّلت هزيمة تاريخية لاسرائيل.

3 - العدوان على غزّة اضطر الولايات المتحدة لاعادة تواجدها (الحربي المباشر) في المنطقة بعد أن ثبت في7 اكتوبر بأن اسرائيل «كذبة كبيرة»وغير قادرة على حماية أمنها أو القيام بدورها كـ «حارس» للمصالح الامريكية والغربية في المنطقة.

4 - كل الدعم العالمي لاسرائيل.. وبعد مرور (264) يوما لم يمكّنها من تحقيق أهدافها المعلنة، فلا حماس انتهت ولا الرهائن عادوا.. ونتائج قتل الاطفال والنساء أسفرت عن استشهاد واصابة أكثر من 124 ألفا حتى «الأمس».

5 - نتنياهو لن يوقف الحرب، وهو مستعد لتدمير المنطقة والعالم مقابل سلامة رقبته لأن وقف الحرب لساعة تعني نهايته.

6 - من يجرّ العالم للهاوية اليوم هما المتطرفان الارهابيان بن غافير وسموتريش، المتحكمان بقرار نتياهو، الضاغط بدوره على قرار الادارة الامريكية (البطة العرجاء) التي لا تملك إلاّ الخضوع لضغوطات اللوبي الاسرائيلي الأكثر تأثيرا في الانتخابات الامريكية نوفمبر القادم «الايباك».

7 - نتنياهو يوشك على الانتهاء من تدمير غزّة، بعد اجتياح رفح.. فهل يوقف الحرب؟.. ومفاوضات اطلاق الرهائن «مضيعة للوقت» لأن نتنياهو لا يريد وقفا للحرب، ولا يعنيه عودة الرهائن، بل مزيد من اطالة أمد الحرب و«جرجرة» امريكا وراءه، وهو يعتبر الوقت الحالي «فرصة تاريخية» له، لا تملك الادارة الامريكية فيه أية خيارات سوى الاستجابة لكل ما يريد.

8 - لذلك فان أفضل وسيلة لتحقيق أهداف نتنياهو (الخاصة) في: إطالة أمد الحرب، وإطالة عمره في الحكم، والخلاص من جميع أعدائه - بعد فشله الاستراتيجي بتحقيق أهداف العدوان على غزة - هي فتح جبهة جديدة واسعة مع حزب الله وايران ما دامت امريكا هي من ستخوض الحرب ادارة وتسليحا وتخطيطا.. الخ.

9 - معظم المؤشرات تقول إن الحرب المفتوحة «وشيكة»، وهي بانتظار«ساعة الصفر» وفي مقدمة الدلائل ما يلي:

أ)- إسرائيل داخليا تحت ضغط ضرورة عودة المهجّرين من الشمال قبل المدارس (60 الف مهجّر).

ب)- اعلان الجيش الاسرائيلي مؤخرا «المصادقة» على خطط عملياتية لهجوم في لبنان.

ج)- نتنياهو سيستخدم حربه على لبنان ورقة ضغط اضافية لتمرير مزيد من صفقات الاسلحة الامريكية.

10 - الحرب «المفتوحة» بين لبنان واسرائيل بدأت بالفعل بقرع الطبول «الاعلامية» و«الاستخباراتية»، من خلال تهديد حسن نصرالله لقبرص - في حال مشاركتها- وهي التي تبعد 200 كم عن لبنان، تقطعها (اف 16) خلال 8 دقائق، وبها قواعد عسكرية منها 2 بريطانيتان.. وردود فعل الاتحاد الاوروبي تصاعدت (قبرص عضو فيه وليس في الناتو) وكذلك تصريحات ايران التي تنتظر انتخابات رئاسية بعد يومين (28 حزيران الحالي).

- باختصار: هناك «استشراف حرب» - بحسب ما قاله وليد جنبلاط منذ أيام في الأردن ولقائه جلالة الملك، هذه الحرب التي حذّر جلالة الملك عبدالله الثاني أمس الأول خلال لقائه بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، الرئيس الفرنسي وعقيلته، من خطورة توسع دائرة الصراع في المنطقة الذي يهدد الامن الدولي، وتشديد الزعيمين على أهمية «استقرار لبنان واستدامة الأمن فيه».

- كلّ الجهود تبذل لمنع توسعة الحرب إقليميا، لكنّ الخشية من «الخروج عن السيطرة»، وعندها لن تمكث الحرب طويلا حتى تتحول لعالمية نظرا لحساسية وأهمية ومصالح دول العالم في المنطقة.

الدستور

مواضيع قد تهمك