سميح المعايطة
«وين بدنا نروح» عبارة نسمعها من مجموعات من أهل غزة وهم يحملون ما تبقى من أمتعتهم وينتقلون نازحين من منطقة لأخرى داخل غزة.
قوات الاحتلال الإسرائيلي بين فترة واخرى تصدر أوامرها إلى سكان جزء من سكان غزة باخلاء المنطقة التي يقيمون فيها في بيوتهم أو في المدارس والخيام والانتقال إلى منطقة اخرى، وهذه السياسة بدأت منذ بداية العدوان عندما بدأت باخلاء شمال غزة تدريجياً وحتى وصلت اليوم إلى معبر رفح، عمليات تهجير داخل جغرافيا غزة بحجة نقلهم من مكان غير آمن الى مكان آمن.
إسرائيل لا تبحث لأهل غزة عن مناطق آمنة لأنها هي التي تقصف وتقتل المدنيين وغير المدنيين، لكن الغاية أهداف اخرى أهمها أن يشعر الفلسطيني في غزة أنه لا يوجد خيار آمن في غزة، وأن بلده أصبحت غير قابلة للحياة في كل المجالات وأهمها الأمن على حياة الإنسان وعائلته.
"وين بدنا نروح».. ملخص نهج عمل الاحتلال على تكريسه خلال شهور العدوان على غزة، لأن هدف تهجير أهل غزة إلى خارجها سيبقى الأهم في ذهن الاحتلال، وحتى عندما تتوقف الحرب ويبقى الاحتلال فأن ما تسعى إليه إسرائيل أن تكون مغادرة غزة إن توفرت لأهلها الفرص أولوية بحثاً عن الأمان ومتطلبات الحياة، مغادرة إلى مصر أو عبر مصر أو عبر البحر إلى دول عديدة في أوروبا وأفريقيا.
رغم إجرام العدوان العسكري على غزة إلا أن المشروع السياسي الأخطر على الفلسطينيين وقضيتهم ودول الجوار، ودائماً ما يكون السعي للأهداف السياسية بعد أن يتوقف القصف وتكون المفاوضات أو الأدوات الاخرى وسيلة لتحقيق المشروع السياسي للعدوان.
"الرأي"