حازم عيّاد
انضم جوزيف بايدن الرئيس الأمريكي إلى
وزير خارجيته انتوني بلينكن بتحميل حركة حماس المسؤولية عن اعاقة الوصول إلى صفقة
تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار، بزعم ان نتيناهو قبل بالعرض الأمريكي في حين لم
تقبله حركة حماس، علما ان حركة حماس هي من بادر بقبول العرض الأمريكي في 2 تموز يوليو
الماضي المعنون حينها بمبادرة بايدن.
بايدن يكذب بادعائه ان حماس تعيق الوصول إلى اتفاق فهو يعلم بان ما
قام به وزير خارجيته انتوني بلينكن خلال زيارته للمنطقة هو الخضوع والقبول بشروط
نتنياهو الجديدة، ذلك ان بلينكن لم ياتي للضغط على نتنياهو للقبول بمبادرة بايدن
المعروضة في تموز الماضي بل للمناورة والتمويه على عملية اعادة انتاج شروطه التي
اضافها للاتفاق .
بايدن استخدم الكذب كسلاح اخير في
جعبته للضغط على المفاوض الفلسطيني الذي لم تخيفه الطائرات والغواصات الأمريكية،
فبايدن يبحث عن مفاوضات على نمط اتفاق أوسلو الذي تم الاتفاق فيه على مفاوضات
تتبعها مفاوضات لا نهائية لمناقشة قضايا نهائية متغيرة وغير منظورة بفعل الاستيطان
والاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى، اتفاق حول السلطة من دولة إلى مشروع تفاوض
لانهائي في محاولة لكسب الوقت لجمع قطع الاحجية المتناثرة في مناطق (أ وب وج)
والقدس ممثلة بالمستوطنات والجيش والشرطة والتنسيق الامني واتفاق باريس الاقتصادي
وتوطين اللاجئين وحل الدولتين والكنفدرالية والاتفاقات الابراهيمية وصفقة
القرن وصولا إلى الشرق الاوسط الإسرائيلي.
ما تحاول ادارة بايدن فعله هو التوصل
إلى اتفاق مماثل يرحل مسألة الانسحاب والمساعدات ومعبرصلاح الدين (محور فيلادلفيا)
ومحور نتساريم، ووقف اطلاق النار والحصار لمرحلة ثانية لن تاتي ابدا، بل ستتحول
إلى ثالثة ورابعة بدون جدول زمني أو حتى ضمانات مكتوبة أو غير مكتوبة لتسبقها صفقة
قرن جديدة وتطبيع جديد وقوات اممية واوروبية وناتو وما بعد الحرب وماقبلها والخ،
فالاتفاق كذبه أوسلوية جديدة اضطر بايدن للتعبير عنها صراحة وبكثافة بعد رفض
المقاومة التفاعل مع نهجه العتيق والبالي بالقول ان حماس ترفض ما قبل به نتنياهو
في حين انه رفضت شروط واملاءات نتنياهو.
لم تبتلع حركة حماس والمقاومة الطعم ورفضت التعاطي مع اي تغيير في
المبادرة المقدمة من بايدن، ما اضطر بايدن ورغم كبر سنه وطول عمره وضياع عقله ورغم
كونه رئيس اكبر دولة في العالم إلى الكذب الصريح باتهام حركة حماس رفض القبول
بالصفقة والعرض الأمريكي الذي لا يعدو كونه (عملية تفاوض أوسلوية) عبثية، لا اكثر
ولا اقل، تضمن للاحتلال مواصلة جرائمه هروبا من الفشل وللولايات المتحدة مواصلة
دورها السياسي في التغطية على الاحتلال ومشروعه في الابادة الجماعية على امل تحقيق
نصر مستحيل يقوده للسيطرة على الارض كما الحال في الضفة الغربية.
ختاما.. ما دفع بايدن للكذب، هو صلابة المقاومة وشعوره بالعجزامام المفاوض الفلسطيني، فالطرف الفلسطيني المفاوض مختلف عن كل ما تعامل معه الأمريكان سابقا، فمن قدم التضحيات، ويعد لمزيد منها، لن يقبل بشروط نتنياهو للاستسلام والموت البطئ على مذبح التفاوض الأوسلوي اللانهائي، فضلا عن ان المفاوضات تجري على وقع المعارك والمواجهات التي لم تفقد المقاومة فيه القدرة على المبادرة وتوسيع دائرة الصراع ، امر لم يكن قائم خلال العقود الثلاث الماضية حيث كانت أمريكا تملك زمام المبادرة وتملك الاوراق كلها بما فيها ورقة المفاوض الفلسطيني ذاته.
السبيل