تشير الكثير من الاتصالات والمشاورات
إلى أن حركة حماس وفرعها القيادي في الخارج بدأ فعلا في اتخاذ ترتيبات مكثفة
لتحديد مكان الإقامة العشرات بل المئات من كوادر الحركة المقيمين في الخارج والذين يتوزعون على عدة دول
باعتبار ذلك محاولة لتجنب إحراج السلطات القطرية او التركية وباعتباره الثمن الأدنى الذي يمكن ان يدفعه ابناء الحركة
قياسا بالتضحيات الكبيرة للأهل في قطاع غزة وحاضنة المقاومة الاجتماعية كما نقل
على لسان القيادي اسامة حمدان.
فيما يتعلق بطاقم حركة حماس وكتائب
القسام الموجود في الأراضي اللبنانية سيبقى في الأراضي اللبنانية حيث يوفر حزب
الله الغطاء السياسي لذلك ولا نية لانتقال اي قيادي من ابناء حركة حماس او عنصر
اساسي من العاصمة اللبنانية في المرحلة اللاحقة.
وبذات الوقت لا جديد بصورة محددة على
ملف المكتب السياسي لحركة حماس في دولة قطر حيث لم تتخذ السلطات القطرية كما أبلغت
قيادات في الحركة قرارا محددا بعد لا بخصوص رفع يدها عن إتصالات المفاوضات والصفقة ولا بخصوص استمرار او اغلاق المكتب السياسي لحركة حماس.
وإعتبرت أوساط قيادية في الحركة طوال الوقت بان تركيز الشائعات والتسريبات على وجود الحركة في قطر هدفه اسرائيلي تماما لممارسة ضغوط على كل من قطر والمقاومة الفلسطينية.
وحتى نهاية الاسبوع الماضي تهتم القيادة السياسية لحركة حماس بمسالة
إعفاء قطر بعد تقديم الشكر والإمتنان لها من اي مسؤوليات سياسية قد تلحق ضررا.
والمعنى هنا ان قيادة حماس وضعت القطريين بصورة استعدادها التام لإغلاق مكاتب الحركة في
الدوحة في اي وقت يراه القطريون مناسبا على ان تدبير الموقع او المسرح البديل مهمة تخص الحركة والتي لم تعد ترى في وجود مكتب سياسي علنا في اي مكان خطوة
ضرورية في المرحلة الحالية لا بل هي خطوة يمكن الاستغناء عنها قياسا بدقة الظروف
وحجم االحساسيات المثارة خصوصا في ظل ترقب
مرحلة عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب .
وهذا يعني مؤشرات على ان حركة حماس
تستعد لكل الخيارات فيما يخص مكاتبها
السياسية في العاصمة القطرية.
لكن القرار القطري لم يتخذ بعد في
هذا السياق التركي نوقش بالتفصيل بين قيادات في الحركة مؤخرا و وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الخيار المتاح حيث عقد لقاء مع الوزير التركي بحضور ثلاثة من أعضاء المكتب السياسي البارزين في
حركة حماس واستعرض التطورات عموما وجزئية
وجود بعض قيادي الحركة وكيفية وجودهم في المرحلة اللاحقة في الأراضي التركية خصوصا
اذا ما تم اغلاق المكتب السياسي.
الجانب التركي أبلغ انه سيبقى في حالة
تضامن مع المقاومة الفلسطينية ويعتبرها
ممثلا للشعب الفلسطيني وبهذا المعنى ما
فهم من الجانب التركي هو ان انقرة تعتذر عن اقامة مكتب سياسي بصورة علنية لحركة حماس في المدن التركية لكنها على استعداد للاستمرار في منح
وثائق الاقامة لأبناء الحركة الموجودين اصلا بصفة شرعية في الاراضي التركية مع عائلاتهم.
واظهرت تركيا مرونة في إستقبال بعض القيادات وليس كلها التي يمكن ان
يتقرر ابعادها عن العاصمة القطرية في اي لحظة على ان الجانب التركي قيده الوحيد
مرتبط بانه لا يرى الظروف مهيأة لإعلان استضافة مكتب سياسي شامل لحركة حماس في
الاراضي التركية.
وفشلت اتصالات لتامين ملاذ لبعض قيادات الحركة حتى الان في الجزائر حيث لم تعرض مبادرات كما ان الاجهزة الامنية المصرية رحبت بوجود مؤقت لبعض قياديي الحركة في الارض المصرية ويبقى الخيار الايراني موجودا لجزء من طاقم حماس اذا اقتضت الظروف خلافا لان الدعوة مفتوحة لجميع ابناء حماس وعائلاتهم من جهة جماعة انصار الله باسم الشعب اليمني.