فايز شبيكات
الدعجه
تستطيع أمريكا وإسرائيل هزيمة الجيوش العربية عسكريا
بسهولة واحتلال كل الدول المجاورة لإسرائيل، لكن أسلحة الشعوب أقوى من السلاح
النووي وأدوات القتل والتدمير، وستلحق بهما الهزيمة، والدليل على ذلك نستخرجه من واقع ما حدث في حرب غزه التي انتهت بإنهاء
دور حماس النضالي وضمان عدم استمرارها بالمقاومة مستقبلا بموجب اتفاقيات ملزمة،
هذا دليل.
والدليل الآخر ما يحدث في الضفة الغربية من مقاومة عنيدة
لن تنتهي ضد الاحتلال، وثبت أن مفعول حالات المقاومة الفردية غير المنظمة يفوق
مفعول الطائرات والدبابات، وهذه مسألة تعجز إسرائيل عن إيجاد لها حل، وستفضي في
النتيجه إلى انسحاب إسرائيل ولو طال الزمن وينتصر الشعب الفلسطيني ، وستحبط تلك
العمليات الفردية كل المخططات ألتي عجزت عن احباطها الدول العربية على امتداد الصراع العربي الطويل.
المقاومة الفردية والمجموعات المصغرة هزمت روسيا وأمريكا
في كثير من الدول التي احتلتها فيما مضى وخلال القرن الماضي على سبيل المثال . كما حصل في فيتنام وأفغانستان، والسبب أن الخطط القتالية المنظمة أو التي تعتمدها
الدول يسهل اختراقها باستخدام بالاساليب الاستخبارية والتكنولوجية، بينما العمل
الأحادي لا يعلم به الا ذات الفرد في
مراحل التفكير والإعداد والتنفيذ.
هذا الواقع يعرفه من عمل في المجال الأمني والمختصون في الملاحقة الجنائية، حيث تعتبر متابعة الاشخاص المجرمين اصعب وأكثر تعقيدا من متابعة شبيكات تهريب الأسلحة الفردية والمخدرات بالنظر للتعدد الشركاء. بينما اللص أو القاتل يعمل منفردا ولا يعلم أقرب الناس إليه ما يقوم به من تكرار ارتكاب جنايات كبرى فظيعه، ويتفاجأ الاهل والأصدقاء عادة بما كان يفعله في الخفاء وهو دائم التواجد بينهم، إذ ربما تكون مغادرته ساعه من الوقت كافية لتنفيذ أبشع الجرائم والعودة إليهم وكأن شيئا لم يكن ولا تظهر عليه علامات اقتراف الجريمة.