شريط الأخبار

قنبلة ترامب

قنبلة ترامب
كرمالكم :  

عبد الله المجالي

المراقب للأحداث والمواقف بعد أن فجر الرئيس الأمريكي الأهوج دونالد ترامب قنبلته بخصوص تهجير أهالي غزة، ولاحقا السيطرة على القطاع وتحويله لرفيرا الشرق الأوسط، يصل إلى نتيجة أن القنبلة أصابت هدفها!!

وبغض النظر عن إمكانية تحقيق أهداف ترامب أم لا، فإن القنبلة أحدثت دويا كبيرا، خصوصا في الأردن ومصر اللذين ذُكرا بالاسم لاستقبال المهجرين الفلسطينيين، أو الدول العربية التي أدركت أن هذه المسألة ستطالها آجلا أو عاجلا، كما أدركت أن كرة القضية الفلسطينية سترمى في حجورها!

وحتى نكون واقعيين، فإن بعض العرب سئموا من القضية الفلسطينية، وبعضهم انساق في استراتيجية الإرهابي نتنياهو القاضية بعقد سلام مع العرب دون انتظار حل للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية هامشية تهم أهلها فقط، وحين يجد الفلسطينيون أنفسهم وحدهم فسيضطرون لقبول ما يعرض عليهم!

هذه النظرية سقطت بعد معركة طوفان الأقصى، حيث قلبت الموازين والمعادلات، وأثبتت فشل استراتيجية نتنياهو، وبات العالم كله، بما فيه العالم العربي، يعلم تبعات عدم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يرضي الفلسطينيين في المقام الأول.

قنبلة ترامب، رغم قذراتها ووقاحتها، فإنها سلطت الضوء على الظلم الواقع على الفلسطينيين، فحتى أوروبا لم تستسغ الفكرة "الجهنمية”، وانبرى كثيرون في العالم لرفضها، وهو أمر يمكن البناء عليه في عكس ما أراده ترامب وهو إلقاء الكرة في مرمى العرب ليتدبروا حلا من عندهم ليس على حساب الكيان الصهيوني.

على العرب أن يقروا أن المشكلة هي في الاحتلال والإجرام الصهيوني، وليس في المكان الذي يجب أن يذهب إليه أهالي غزة، وأن يتصرفوا على هذا الأساس، وليس على أساس أن المشكلة عند الفلسطينيين، وعليه فإن جميع الضغوط يجب أن تكون على الكيان لا على الفلسطينيين الذي ثبت للعالم كله مدى الظلم والإجحاف الواقع بحقهم لدرجة أنه يطلب منهم مغادرة أرضهم ليسيطر عليها آخرون!

على العرب أن يقروا أن حصار قطاع غزة لم يعد مقبولا على الإطلاق، ويجب أن يتحمل الكيان الصهيوني تبعات جرائم الإبادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي الذي مارسها في غزة، وأن المشكلة هي الكيان وليس الفلسطينيين في غزة.

على العرب أن يقروا أن يد الاحتلال يجب أن ترفع عن قطاع غزة، وأن تفتح جميع المعابر وخصوصا معبر رفح لإدخال جميع أنواع المساعدات دون قيد أو شرط، والبدء بخطة الإعمار.

إذا لم تكن هذه هي الرسالة التي ستصل ترامب، حتى لو كانت بلغة دبلوماسية، فإن القنبلة ستنفجر حقا في وجوهنا جميعا.

السبيل

مواضيع قد تهمك