قالت حركة حماس، الجمعة، إنها ستنظر في احتمال حدوث خطأ أو تداخل بين الأشلاء بسبب القصف الإسرائيلي، وذلك بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي أن إحدى الجثث الأربع التي تسلّمها من الحركة، أمس الخميس، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، مجهولة الهوية وليست لشيري بيباس.
وعبّرت الحركة عن استغرابها من الضجة التي يثيرها الاحتلال في أعقاب ادعائه أن جثمان الأسيرة شيري بيباس لا يتطابق مع فحص الـDNA، مشيرة إلى أنها ستحقق في احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين بفعل استهداف الاحتلال وقصفه المكان الذي كانت فيه عائلة بيباس مع فلسطينيين آخرين، وأنها ستقوم بفحص ادعاءات الاحتلال بـ"جدية تامة"، وستعلن نتائج الفحص والتحقيق من طرفها بوضوح.
كما أكدت الحركة ضرورة المضي قدمًا في تنفيذ استحقاقات الاتفاق على كافة المستويات، وعلى جديتها والتزامها الكامل بجميع التزاماتها، منبّهة إلى أن "لا مصلحة لها في عدم الالتزام أو الاحتفاظ بأي جثامين لديها"، داعية في الوقت نفسه إلى إعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الجمعة، أن إحدى الجثث الأربع التي تسلّمها من حركة حماس، أمس الخميس، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مجهولة الهوية وليست إسرائيلية. وأكد معهد الطب العدلي أبو كبير هوية عوديد ليبشيتس، وهو أحد المحتجزين الذين أُعيدَ رُفاتهم في وقت متأخر من الليلة الماضية، وأعلن الجيش أنه جرى التأكد من أن جثتين سلمتهما حماس، الخميس، تعودان لكفير وأرئيل بيباس، لكن الجثة الأخرى ليست لأمّهما شيري، ولم تتطابق مع أي محتجز أو محتجزة أخرى من المحتجزين الإسرائيليين.
وذكر بيان جيش الاحتلال أنه "وفق تقييم الجهات المعنية المختصة، وبناءً على المعلومات الاستخبارية المتوفّرة والمؤشرات من عملية التشخيص، فقد قُتل أرئيل وكفير بيباس بوحشية في الأسر بشهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2023 على يد مخربين"، وفقاً لما زعم البيان، رغم تأكيد فصائل المقاومة الفلسطينية أن المحتجزين قُتلوا بقصف إسرائيلي. وجاء في البيان أيضاً: "خلال عملية التشخيص، تبيّن أن الجثة الأخرى التي جرى تسليمها لا تعود لشيري بيباس، ولا لأيّ مختطف أو مختطفة آخرين. وهي جثة مجهولة الهوية من دون تشخيص". واعتبر جيش الاحتلال ذلك "انتهاكاً خطيراً" قامت به حركة حماس "التي التزمت وفق الاتفاق بإعادة أربعة مختطفين"، مطالباً حركة حماس بإعادة شيري بيباس مع جميع المخطوفين.
وكانت فصائل المقاومة قد أفرجت سابقاً في إطار الصفقة الحالية عن والد العائلة ياردين بيباس وهو على قيد الحياة.
من جانبه، هاجم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حركة حماس، مؤكداً أن إسرائيل تسلّمت جثمان سيدة فلسطينية من غزة بدلاً من جثة المحتجزة الإسرائيلية شيري بيباس. وقال نتنياهو في بيان: "لم يعيدوا شيري، ووضعوا في التابوت جثة امرأة من غزة. سنعمل بحزم لإعادة شيري إلى المنزل مع جميع مختطفينا، الأحياء والأموات على حد سواء، وسنضمن أن تدفع حماس الثمن الكامل على هذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق".
وذكر موقع واينت العبري أن إسرائيل نقلت رسائل عاجلة للوسطاء وأوضحت أن الأمر يتعلق بـ"انتهاك للاتفاق" وأنها تطالب بإعادة شيري. وقال مسؤول إسرائيلي لم يسمّه الموقع: "لا نعرف لماذا فعلوا ذلك، هناك صدمة كبيرة هنا. نحن نطالب بإعادتها (أي شيري). ومن المهم أن تُنفَّذ دفعة التبادل المقرّرة يوم السبت كما هو مُخطّط". ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "تصرّفات حماس مروّعة ولن تمرّ بصمت، لكن ينبغي ألّا يؤثر ذلك على الإفراج عن ستة مختطفين أحياء يوم السبت".
في غضون ذلك، قال منتدى عائلات الأسرى والمحتجزين، في بيان، إنّ "الأنباء التي تفيد بأنّ الأم شيري لم تُعَد، على الرغم من الاتفاق ومن آمالنا، أمر مروّع ومحزن"، على حد تعبيره.
ونقلت وكالة رويترز عن الصليب الأحمر قوله إنه "قلق وغير راضٍ" عن الطريقة التي أتمت بها حركة حماس عمليات إطلاق سراح المحتجزين، وأضاف في بيان: "اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تشارك في تفقد أو فحص أو الكشف على المتوفين، إنها مسؤولية طرفي الصراع"، كما عبر عن قلقه من أن عمليات تحرير المحتجزين "لم تتم بخصوصية أو طريقة كريمة".
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تنتظر تعليمات من المستوى السياسي بشأن مواصلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار "في ضوء انتهاكه من جانب حماس"، لكنها في هذه المرحلة تستعد للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يوم غد السبت، كما كان مخططاً في الأصل. ومن المقرر أن تفرج الفصائل في اليوم نفسه عن ستة محتجزين إسرائيليين آخرين لا يزالون على قيد الحياة، كما من المنتظر الإفراج عن أربع جثث لمحتجزين إسرائيليين آخرين الخميس المقبل.
وذكر موقع واينت أنه وفقاً للتقديرات، فإن إسرائيل لا تتجه لتفجير الصفقة من أجل عدم تعريض دفعة المحتجزين الستة الأحياء الذين ستفرج عنهم فصائل المقاومة للخطر. مضيفاً "بعد إتمام الدفعة التي تأمل إسرائيل أن تمر بسلاسة وبدون مشاكل، من المتوقع عقد مناقشة حاسمة حول المرحلة الثانية من الصفقة. ومن المتوقع أن توصي الأجهزة الأمنية المستوى السياسي الإسرائيلي باتخاذ خطوات، رداً على (الانتهاك الكبير) للاتفاق، وتقديم نصيحة للحكومة بتحديد إنذار نهائي لحماس في غضون اليوم المقبل، بشأن موعد إعادة شيري بيباس، والذي قد يشمل وقف بعض الأمور التي وافق الاحتلال على السماح بإدخالها إلى القطاع في إطار الصفقة".
وكان من المفترض أن يُطلَق سراح الأم شيري بيباس وطفليها في الصفقة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لكن "حماس" أعلنت حينها أنهم قتلوا في هجوم للجيش الإسرائيلي. وأعلن جيش الاحتلال بعد ذلك أنه لا يمكن التحقق من ادعاءات حماس، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال منذ ذلك الحين عدة مرات إن هناك قلقاً كبيراً على حياتهم.