باسم سكجها
غبنا عن الكتابة نحو شهر، أو أكثر قليلاً، ولكنّ لا شيئ جديداً تحت شمسنا، فالحال مثل الحال، مجازر هنا وهناك، وأراض عربية، تُقضم كما الكعكة الشهية، والاحتفال الاسرائيلي يكاد يكون هو عنوان كلّ يوم.
ونعود إلى الكتابة، فنجد الأردن ما زال يحفر في الصخر، فالملك يُسافر في العيد ليؤكد على مبادرته العالمية "استعادة الأمل"،وصلاً لأطراف أطفال بُترت أرجلهم في غزّة، والحكومة تتعامل مع طوارئ الأمور، حيث ما كان التحسّب منه صار واقعاً.
الرئيس الأميركي يعرف أنّه سيترك نحو عشرين ألف أردني في مهبّ الرياح، مع أوامره الرئاسية،ولكنّه يعرف أكثر أنّ عشرات الملايين في العالم سيواجهون المصير نفسه، ولكنّه لا يعير الأمر مجرّد إنتباه!
بلادنا، إذن، ليست مستثناة من أزمة عالمية، ولكنّها تحتاج إلى اجتراح معجزات لابقاء الأمور على حالها، أو في القليل التقليل من الأضرار، وكما يقول الدكتور الخبير خالد الوزني، فربّ ضارة نافعة.
ظننا أنّ العلاقات حولنا صارت في أحسن حال، أو في القليل فهي أفضل من السابق، ولكنّ سوريا تحتاج إلى وقت طويل، فقد بات الاحتلال الاسرائيلي قريباً من العاصمة، ومجرّد مبارة كرة قدم عابرة كادت أن تهوي بعلاقاتنا التاريخية المكرّسة مع بغداد، والحديث عن السلطة الفلسطينية لا يسرّ سوى الأعداء.
غبنا عن الكتابة، لأنّ رمضان فُرصة للتفرّج والتأمّل من بعيد، ولكنّ الواقع يشي بتواصل الصعب من الأمور، ومع ذلك فالأردن يواصل الحفر في الصخر، كما في البترا، بحثاً عن مخارج لا تعنيه فحسب، بل للمنطقة بأسرها.
تُرى هل هو شرق أوسط جديد كما يقول نتنياهو، أم هو عالم جديد كما يقول ترامب؟ أم أنّ ما نشهده مجرّد بعثرة للأوراق وصولاً إلى تجميعها مرّة ثانية؟
ما يهمّنا من ذلك كلّه، كأردنيين، ألاّ تكون بلادنا سوى آمنة مطمئنة، تواصل رحلتها في القفز عن المطبات، وتجاوز الصعوبات، ولنا في التاريخ عبرة، ولنا في حكمة القيادة ورُشد الحكومة وأجهزتها وثقة الشعب الكثير الكثير من عبر العبور من الأزمات، ولعلّ قول "اشتدي أزمة تنفرجي" يصحّ هنا، وللحديث بقية!