شريط الأخبار

إسرائيل تشن غارات واسعة على غزة: تمهيد لتنفيذ محتمل لـ"عربات جدعون"

إسرائيل تشن غارات واسعة على غزة: تمهيد لتنفيذ محتمل لـعربات جدعون
كرمالكم :  

يشنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات واسعة النطاق على مختلف أنحاء قطاع غزة المحاصر، موقعاً مئات من الشهداء والجرحى. وذكرت صحيفة معاريف العبرية، اليوم الجمعة، أنّ القصف المكثّف يأتي تمهيداً للعملية البرية التي لم يتضح موعد بدايتها بعد، مضيفة أنه خلال الـ24 ساعة الماضية، نفّذ سلاح الجو أكثر من مئة غارة، على "مجموعة من المواقع والبنى التحتية"، زاعماً أنها تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في جيش الاحتلال، لم تسمّه أن هذه العمليات تندرج ضمن التحضيرات التي يجريها سلاح الجو استعداداً لعمليات عسكرية مستقبلية، فيما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، قول مسؤولين أمنيين، في الأيام الأخيرة، إنّ أحد الأسباب وراء الضربات المكثفة على قطاع غزة هي الاستعداد لدخول القوات البرية والمدرّعة، في حال تقرر تنفيذ عملية "عربات جدعون"، وفقاً للخطط التي قدمها الجيش الإسرائيلي، ووافق عليها المستوى السياسي. وأضاف المسؤولون أن "الهجمات الحالية ليست فقط لتدمير أصول حماس... ولكنها تهدف أيضاً إلى دعم القوات المناورة".

وفي 5 مايو/أيار الحالي، أقرّت دولة الاحتلال الإسرائيلي خطة لتوسيع الحرب على غزة، أطلقت عليها اسم "عربات جدعون"، وتتضمن تهجيراً واسعاً للفلسطينيين، واحتلالاً للقطاع، مع بقاء جيش الاحتلال في كلّ المناطق التي سيسيطر عليها.

ولفتت "معاريف"، إلى أن قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال والفرق العسكرية التي تستعد للعملية البرية، حددت في الأيام الأخيرة مئات الأهداف لقصفها من سلاح الجو الإسرائيلي في مختلف أنحاء قطاع غزة. وتشمل هذه الأهداف، وفقاً للمزاعم الإسرائيلية، مقرات قيادية للمقاومة الفلسطينية، ومنازل يُشتبه بوجود مسلحين فيها، وأنفاقاً، ومناطق ملغّمة أو مواضع زُرعت عبوات ناسفة فيها، إضافة إلى مستودعات للأسلحة ومواقع تجمّع وتنظيم صفوف تابعة لحركة حماس.

وقرر وزير الأمني الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن تتم المناورة تحت قصف مكثّف من سلاح الجو، وسلاح البحرية، وسلاح المدفعية. ووفق الخطط ستتلقى القوات المتوغلة دعماً بواسطة نيران كثيفة، بالإضافة إلى منظومة نيران وتغطية جوية. ويجري تنفيذ هذا النوع من التغطية حالياً في منطقة رفح جنوبي القطاع، حيث تتلقى القوات البرية دعماً فورياً عندما تطلب تنفيذ ضربات جوية. ووفقاً لمصدر عسكري، لم تسمه الصحيفة، يُقدم هذا الدعم خلال فترة زمنية قصيرة جداً من لحظة الطلب لا تتجاوز بضع دقائق.

منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة يحذر من العواقب

من جانبه، علّق منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، على الهجمات المكثفة في القطاع، من خلال بيان، حذّر فيه من عواقب تكثيف العدوان. وجاء في بيان المنتدى: "استيقظت عائلات المختطفين (المحتجزين) هذا الصباح بقلوب مثقلة، ومخاوف كبيرة في ظل التقارير التي تتحدث عن تصعيد الهجمات في القطاع واقتراب نهاية زيارة الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب للمنطقة". وأضاف البيان: "جميع المؤشرات تشير إلى أن إسرائيل على بعد ساعات فقط من إضاعة الفرصة التاريخية. فبدلاً من استعادة جميع المختطفين، والمشاركة بتحرك إقليمي واسع وإنهاء الحرب، ستجد إسرائيل نفسها معزولة وغارقة في المستنقع الغزاوي". وختم البيان: "نحن نعيش ساعات مصيرية، ونناشد رئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) والرئيس الأميركي لتحقيق اختراق (في المفاوضات لإبرام صفقة)".

نتنياهو وعد باحتلال قطاع غزة والحفاظ على "سيطرة أمنية دائمة"

وألمح نتنياهو، هذا الأسبوع، خلال منتدى سياسي مع جنود أصيبوا في المعارك ويطالبون بحسم الحرب، إلى خططه العسكرية في غزة. ووعد الجرحى خلال اللقاء، وفق ما أفادت صحيفة هآرتس، اليوم، باحتلال قطاع غزة والحفاظ على "سيطرة أمنية دائمة"، مؤكّداً أنه اتخذ قراراً بـ"الاستمرار حتى النهاية". ويبدو أنه ينتظر مغادرة ترامب المنطقة وعودته إلى واشنطن لإصدار التعليمات لجيش الاحتلال لبدء الهجوم المخطط له. وتنتشر قوات كبيرة بالقرب من قطاع غزة، فيما تشهد قاعدة تسئاليم العسكرية، التي زارها رئيس الأركان إيال زمير، هذا الأسبوع، تدريبات مكثفة لوحدات متعددة، بالتزامن مع تكثيف سلاح الجو الإسرائيلي هجماته في غزة، ما قد يُفسَّر وفقاً للصحيفة، على أنه تجهيز الميدان لعملية برية أخرى.

ولفت المعلّق العسكري في "هآرتس" عاموس هارئيل، إلى أنه "حتى يوم أمس لم يُلاحظ أي ارتباط بين وتيرة التطورات المحيطة بجولة ترامب في الخليج وبين الأحداث في غزة. ولا يزال هناك انطباع في المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية)، بأنّ الأميركيين لم يبدأوا بممارسة ضغط فعّال على نتنياهو لإبرام صفقة. وفي المقابل، لا يبدو أنّ هناك حماساً من جانبه لاستئناف عملية برية واسعة النطاق. ويبدو أنّ كلاً من رئيس الوزراء ورئيس الأركان يشعران بالقلق إزاء الزيادة المتوقعة في عدد الخسائر، سواء في صفوف الجنود أو ربما المحتجزين، وتأثير ذلك المحتمل في الرأي العام (الإسرائيلي). وربما يميل نتنياهو مجدداً نحو عملية عسكرية محدودة ومتدرّجة، على أمل أن يتم تعليقها لصالح اتفاق".

العربي الجديد

مواضيع قد تهمك