شريط الأخبار

ضرورة الإصغاء لما قاله حسين الحواتمة

ضرورة الإصغاء لما قاله حسين الحواتمة
كرمالكم :  

فايز شبيكات الدعجه

  ربما يكون العين الحالي ومدير الأمن العام السابق الفريق حسين الحواتمة هو المحلل الأمني الوحيد الذي نظر الى الحرب الجارية من زاوية مستقبلية بالنسبة للأردن وهو  الأمر الذي يعنينا من مجمل خليط الأوصاف  والتحليلات الإعلامية، وتوقعات نتائج الصراع الإيراني الإسرائيلي وتداعياته على المملكة بحكم موقعنا الجعرافي الذي الزمنا بتدخل عسكري جزئي لحماية اجوائنا بإعتراض اي اختراق جوي للطرفين المتحاربين.

 زبدة كلامه في الإذاعة الاردنيه ان الصراع أصبح ظاهرة  تتمدد في الإقليم، فما ان تنهتي مشكلة دامية حتى تبدأ أخرى، وليس لهذا نهاية متوقعة في المدى المنظور الأمر الذي يوجب الحذر والاستعداد على المستويين الشعبي والرسمي بالوقوف مع الوطن والقياده اولا، ثم مبادرة الحكومة برصد الأحداث، والتخطيط لمراحل قادمة قد تقع في السياق الحربي المتجدد بعيدا عن الوصف التقليدي، وذلك بإجراء دراسة علمية معمقة لمجرى الحرب الجارية  لغربلة الروايات، وتنقية الحقيقة، وتوثيق الدرس المستفاد، وثبيت النتائج للتعامل مع معضلات شبيهة قد تقع مستقبلا في ظل ما يشاع عن مخططات لتغيير  شكل الشرق الأوسط سياسيا وجغرافيا تضعنا أمام شبكة من السيناريوهات المتوقعة تهدد بنزع الاستقرار، والتفكك، واختلاق أزمات الهوية الوطنية.

يبدو أن الرجل يدرك قواعد السياسية الأردنية الخاصة، ويدعوا لتوازن داخلي مثالي  في ظل الانشطار العربي القائم،  وتدهور حالة العرب السياسية الجاذبة لفوضى تغيير متكرر  وغير منضبط .

ما قاله الحواتمه جدير بالاصغاء، وهو بالمختصر المفيد يدعو  لوضع مجريات الحرب الدائرة  تحت المجهر الوطني لاستخلاص الدرس المستفاد، واستخدامه عند التعرض لأي  ازمات داخلية مماثلة مستقبلا . وذلك بإجراء تحليل وفق معايير علمية دقيقه أكثر قربا للواقع، والخروج بوثيقة استرشادية مؤكدة تغنينا عن البحث في الأساطير السياسية والقصص الحربية التي قد تستند تاريخيًا إلى افتراضات لن نتمكن من إثبات صحتها بدقة .

مسألة الدرس المستفاد من تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية مسألة جوهرية حساسة يجب أن تؤخد بعين الاعتبار والبدء بمشروع وطني لتوثيق الأزمة توثيقا علميا دقيقا.

الحواتمة دعى الى ان تكون البداية من عملية  عصف ذهني  تحدد تسلسل خطوات توليد أفكار إبداعية وحلول مبتكرة، ونحن نضم صوتنا إلى صوته لمعالجة مشكلة حية ظهرت عند استخدام صافرات الإنذار على سبيل المثال، والتي جاءت على عكس الغاية والمراد   بخروج الناس الى الشوارع والساحات والصعود الي سطوح المنازل لمشاهدة الصواريخ الإيرانية واعتراضها، وهو رد فعل جمعي عفوي يتطلب البدء بثقافة التغيير او تغيير الثقافة.

مواضيع قد تهمك