حمادة فراعنة
مناورة
تفاوضية أقدم عليها الرئيس الأميركي ترامب، بتوجيه الاتهامات لحركة حماس وتحميلها
مسؤولية فشل مفاوضات وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وهو يفعل ذلك، رغم تصريحاته
السابقة التي أشاعت التفاؤل حول نجاح المفاوضات، وأنها على بُعد خطوات إجرائية
قليلة.
ترامب يسعى
لحماية: 1- المستعمرة، 2- نتنياهو، 3- الفريق اليميني الفاشي الحاكم لدى
المستعمرة، حمايتهم من السقوط، وعدم انتقال حالة الفشل والاخفاق إلى حالة ووصف
الهزيمة، فقد أخفقت المستعمرة وحكومتها المتطرفة وجيشها وأجهزتها الأمنية رغم ما
تملكه من قدرات متفوقة، وخدمات تكنولوجية أميركية، فشلت في مسعاها وخطة عملها من
تحقيق أهداف حربها على قطاع غزة، رغم ما فعلته من: 1- اغتيال العديد من القيادات
العسكرية والأمنية والسياسية الفلسطينية، 2- قتل عشرات الالاف من المدنيين
الفلسطينيين، بشكل همجي متعمد يستهدف التصفية الجسدية البشرية للمدنيين، 3- تدمير
كافة المؤسسات المدنية من مستشفيات ومدارس ومراكز خدمة لجعل قطاع غزة لا يصلح للعيش
والحياة، ومع ذلك فشلت المستعمرة وجيشها من تحقيق أهداف الحرب الثلاثة:
1 - تصفية المقاومة
الفلسطينية في قطاع غزة وإنهائها، حيث لازالت قادرة على توجيه ضربات موجعة لقوات
عدوها الاحتلالي الاستعماري الإسرائيلي.
2 - رغم احتلال كامل قطاع
غزة، ولكن قوات الاحتلال وأجهزتها فشلت في معرفة أماكن الأسرى الاسرائليين وإطلاق
سراحهم بدون عملية تبادل.
3 - فشلت في طرد وتشريد وترحيل أهالي سكان غزة إلى سيناء، رغم
الجوع والحصار والعطش وغياب أدنى متطلبات الحياة.
نتياهو يتعرض
لضغوط لوقف الحرب من قبل:
1 - عائلات الأسرى
الإسرائيليين.
2 - من الجيش والأجهزة
الأمنية الذين يقولون ويعلنون أنه لم يعد أي هدف إستراتيجي يمكن تحقيقه في قطاع
غزة، وأن قتلى جيش المستعمرة يسقطون بلا ثمن، وهذا ما يقوله قادة المعارضة أيضاً.
3 - المظاهرات الاحتجاجية
في أوروبا تضامناً مع الفلسطينيين ورفضاً لسلوك الإسرائيليين العدواني الهمجي،
وخاصة من قبل بريطانيا وفرنسا والمانيا وإيطاليا الذين ساهموا في صناعة المستعمرة
على أرض الفلسطينيين ودعمها.
قبول نتنياهو
لوقف إطلاق النار مرغماً سيحول وصفه من حالة الاخفاق والفشل إلى حالة الهزيمة وهو
ما لا يرضاه ترامب، ولهذا عمل هذه المناورة متعددة الأهداف حماية لأدواته وأتباعه
من قادة المستعمرة، وهو لا يملك أن يفرض المزيد من الدعم للمستعمرة باستثناء عوامل
عسكرية تزيد من حجم القتل والدمار للفلسطينيين، وممارسة «التطهير العرقي» لقطاع
غزة من شعبها ومقاومتها، عبر القصف الجنوني العشوائي الذي يستهدف فقط: القتل
والتدمير.
ترامب
ونتنياهو كلاهما يستغلان الوضع الإقليمي بعد الانقلابات الدموية التي حصلت في
لبنان وسوريا والعراق ولجم إيران، وانشغال روسيا في حربها واستنزافها في أوكرانيا،
وخيار الصين في عدم التدخل العسكري في أي مكان، ولذلك يخلو لهم جو الاستئثار
والاستباحة في فلسطين ولبنان وسوريا، وممارسة المناورات على راحتهم.
وضع قاسٍ يعيشه الشعب الفلسطيني، ولا خيار له سوى: 1- البقاء والصمود، 2- ممارسة المقاومة بما يتوفر لهم من إمكانيات وقدرات وعزيمة وبسالة والاستعداد العالي للتضحية...
الدستور