د. هيفاء ابوغزالة
لم يعد مشهد تعاطي الحشيش وبعض المواد المخدرة مقتصراً على الأزقة المظلمة أو البيئات المهمشة بل أصبح – وللأسف – يتسلل إلى قلب البيوت المرفهة ويجلس على موائد السهرات العائلية كضيف شرف غير مدعو ظاهرة صادمة تكشف تحوّلاً خطيراً في العقلية الاجتماعية حيث بات بعض الأفراد من الفئات المتعلمة والمثقفة يفتخرون بما يتعاطونه كما لو كان جزءاً من قائمة الطعام يتبادلون أسماء الأنواع ويقارنون بينها بفخر غريب وكأن الأمر مجرد رفاهية أو تذوق فنّي لا جريمة تفتك بصحتهم وعقولهم
في إحدى الصدف المدهشة التقيت ببعض الأسر الشابة الذين تحدثوا عن تعاطيهم وكأنه نزهة بريئة أو طريقة لإضفاء البهجة على السهرة تحدثوا بثقة وابتسامات واسعة عن "نوعهم المفضل” وكأنهم يتحدثون عن قهوة الصباح أو طبقهم المميز هذه الصورة تكشف حجم الخطر لأن المشكلة لم تعد في تعاطي المخدرات نفسه بل في تطبيع الفعل وشرعنته اجتماعياً تحت غطاء الترف والانفتاح
مكافحة هذه الآفة وسط هذه الفئة تحديداً تتطلب مقاربة مختلفة عن حملات التوعية التقليدية فهؤلاء ليسوا جاهلين بأضرار الحشيش بل يتجاهلونها عمداً لذلك فإن الحل يبدأ بفضح الارتباط الزائف بين المخدرات و”المتعة” وتقديم روايات صادمة من الواقع عن الانهيارات النفسية والصحية والاجتماعية التي تصيب حتى أكثر الناس ثقافة وثراء كما يجب تسليط الضوء على الأبعاد القانونية والفضيحة الاجتماعية التي قد تلاحقهم إضافة إلى إدماج مؤثرين وشخصيات مرموقة في حملات مضادة قادرة على كسر صورة المخدر كرمز للتحرر أو الرفاهية
إن المعركة مع الحشيش في هذه البيئة لا تُكسب بالصراخ أو الإدانة المباشرة بل عبر إعادة صياغة المعنى في أذهانهم من "لحظة متعة” إلى "بذرة دمار” وحين يصبح الوعي الجمعي قادراً على رؤية الحشيش كعدو مقنّع لا كرفيق سهرة عندها فقط يمكن أن يبدأ التراجع عن هذا الانحدار الخطير.
د. هيفاء ابوغزالة
لم يعد مشهد تعاطي الحشيش وبعض المواد المخدرة مقتصراً على الأزقة المظلمة أو البيئات المهمشة بل أصبح – وللأسف – يتسلل إلى قلب البيوت المرفهة ويجلس على موائد السهرات العائلية كضيف شرف غير مدعو ظاهرة صادمة تكشف تحوّلاً خطيراً في العقلية الاجتماعية حيث بات بعض الأفراد من الفئات المتعلمة والمثقفة يفتخرون بما يتعاطونه كما لو كان جزءاً من قائمة الطعام يتبادلون أسماء الأنواع ويقارنون بينها بفخر غريب وكأن الأمر مجرد رفاهية أو تذوق فنّي لا جريمة تفتك بصحتهم وعقولهم
في إحدى الصدف المدهشة التقيت ببعض الأسر الشابة الذين تحدثوا عن تعاطيهم وكأنه نزهة بريئة أو طريقة لإضفاء البهجة على السهرة تحدثوا بثقة وابتسامات واسعة عن "نوعهم المفضل” وكأنهم يتحدثون عن قهوة الصباح أو طبقهم المميز هذه الصورة تكشف حجم الخطر لأن المشكلة لم تعد في تعاطي المخدرات نفسه بل في تطبيع الفعل وشرعنته اجتماعياً تحت غطاء الترف والانفتاح
مكافحة هذه الآفة وسط هذه الفئة تحديداً تتطلب مقاربة مختلفة عن حملات التوعية التقليدية فهؤلاء ليسوا جاهلين بأضرار الحشيش بل يتجاهلونها عمداً لذلك فإن الحل يبدأ بفضح الارتباط الزائف بين المخدرات و”المتعة” وتقديم روايات صادمة من الواقع عن الانهيارات النفسية والصحية والاجتماعية التي تصيب حتى أكثر الناس ثقافة وثراء كما يجب تسليط الضوء على الأبعاد القانونية والفضيحة الاجتماعية التي قد تلاحقهم إضافة إلى إدماج مؤثرين وشخصيات مرموقة في حملات مضادة قادرة على كسر صورة المخدر كرمز للتحرر أو الرفاهية
إن المعركة مع الحشيش في هذه البيئة لا تُكسب بالصراخ أو الإدانة المباشرة بل عبر إعادة صياغة المعنى في أذهانهم من "لحظة متعة” إلى "بذرة دمار” وحين يصبح الوعي الجمعي قادراً على رؤية الحشيش كعدو مقنّع لا كرفيق سهرة عندها فقط يمكن أن يبدأ التراجع عن هذا الانحدار الخطير.