أفاد خبراء عسكريون أوكرانيون لصحيفة "التليغراف" البريطانية، أن روسيا شكلت وحدات من جنود مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والتهاب الكبد الوبائي وأمراض أخرى، وأرسلتهم إلى ساحة المعركة.
ويرتدي جنود هذه الوحدات شارات على أذرعهم تُشير إلى إصابتهم بالمرض، وقد رُصدوا على خطوط المواجهة حول بوكروفسك، المركز اللوجستي الرئيسي في شرق أوكرانيا الذي كان محور هجوم دموي مطول شنّه الكرملين، وفقا لما ذكره خبراء للصحيفة.
وقال دميترو جمايلو، المدير التنفيذي لمركز الأمن والتعاون الأوكراني (USCC)، وهو مركز أبحاث أوكراني ذو صلات وثيقة بالجيش: "تتوفر حاليا معلومات تفيد بأن هذه الوحدات تشارك في القتال فيما يُعدّ حاليا أكثر المناطق سخونة - بوكروفسك".
ويُعد تشكيل هذه الوحدات داخل الجيش الروسي أحدث إشارة إلى تفاقم الأزمة الصحية، مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد والسل بين القوات الروسية.
كما عانت إحدى الوحدات الروسية مؤخرا من تفشي حمى نزفية مميتة تُسبب نزيفا من أعين المصابين بها، حتى وسائل الإعلام الروسية الخاضعة لرقابة مشددة بدأت تُشير إلى "وباء خفي" من الأمراض التي تُصيب القوات في أوكرانيا.
ماذا يحدث؟
تشكّلت ما يُسمى بـ"الوحدات المصابة" ضمن فوجي البنادق الآلية 1435 و1437 الروسيين، وهما تشكيلان جديدان نسبيا، وهما جزء من لواءي البنادق الآلية 27 و15 على التوالي.
ووفقا لـ USCC، شاركت هذه الوحدات في محاولات اقتحام بوكروفسك من الجنوب والجنوب الغربي، كما رُصد جنود من هذه الوحدات أثناء محاولتهم التسلل إلى المدينة عبر قرية زفيروفي.
وقبل إرسالها إلى خط المواجهة في بوروفسك، تلقت الوحدات تدريبات في أوكرانيا المحتلة، بما في ذلك خيرسون وزابوريجيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، وفقا لجمايلو.
وقال جمايلو لصحيفة "التليغراف": "الوحدات المصابة مجهزة بشكل مشابه للوحدات العسكرية الروسية الأخرى. في الواقع، مستوى تجهيزها متطابق ومنخفض للغاية".
الفرق الوحيد عن العسكريين "الأصحاء" في الاتحاد الروسي هو العلامات المختلفة التي تظهر على المصابين، وتحديدا وجود ضمادات خاصة.
صرح جندي أوكراني عاد مؤخرا من مهمة قرب بوكروفسك لصحيفة التليغراف بأنه ورفاقه واجهوا جنودا أعداء يرتدون شارات الذراع المميزة.
في عام 2022، بدأت مجموعة فاغنر بتجنيد سجناء مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي لأداء أدوار في الخطوط الأمامية عالية الخطورة، مع تقديم الأدوية المضادة للفيروسات كدفعة مالية.
ويُعتقد أنه تم تجنيد حوالي 100 رجل من سجن جزائي في منطقة لينينغراد، مع منح أساور حمراء للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وأساور بيضاء للمصابين بالتهاب الكبد الوبائي.
لكن تشكيل مثل هذه الوحدات داخل الجيش الروسي النظامي دليل على أن هذه الممارسة أصبحت أكثر منهجية ورسمية، وفقا للخبراء.
في أكتوبر من العام الماضي، زعمت وكالة استخبارات الدفاع الأوكرانية (GUR) أن وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، أصدر سرا أمرا بإزالة التهاب الكبد الوبائي سي من قائمة الأمراض التي تحظر الخدمة العسكرية، وذلك للسماح لآلاف المدانين المصابين بالتطوع للحرب.
وينتشر فيروس نقص المناعة البشرية، مثل التهاب الكبد B وC، من خلال الاتصال بالدم الملوث وسوائل الجسم.
وارتفعت معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) بشكل حاد بين القوات الروسية في أوكرانيا، حيث ارتفع عدد الجنود الحاملين للفيروس بمقدار 20 ضعفا بنهاية عام 2023 عما كان عليه في بداية الحرب، وفقا لتحليل أجراه مركز كارنيغي.