شريط الأخبار

الامن العام والنظافة

الامن العام والنظافة
كرمالكم :  

فايز شبيكات الدعجه

يقول أحد الماره انه شعر بالفزع عندما توقف بالقرب منه رتل من مركبات الأمن العام فجأة وهبط منها رجال شرطة كثيرون تتقدمهم رتب وازنة انتشروا حوله بلمح البصر، لكن سرعان ما تبدلت حالة الفزع الى احساس بالطمأنينة والسكون عندما بدأوا من فورهم بعمل بيئي جليل، ليقف مستمتعا ومبهورا بما يشاهد ولأول مرة هذه الممارسة الشرطية المبتكره .

لا ندري لماذا لم تفعل مؤسسات الدولة الأردنية الأخرى ما فعله الأمن العام بتكرار تنظيف الشوراع والطرقات.

  المعايطة خطى هذه الخطوة الوطنية الفريدة واصدر أمرا لكافة منتسبي المديرية للقيام بإزالة ما تبقى من مخلفات لم تصلها أيدي عمال النظافة ، وسيق اللذين نفذوا المهمة الى الشوارع زمرا لتحقيق منسوب أعلى من النقاء البيئي.ولربما سنراه قريبا ينزل الى الميدان ليكون قدوة لمرؤوسيه ويشاركهم في تنفيذ الأمر وازالة بعضا مما كلفهم بإزالته من الطرقات.

ومع ان شوارعنا تكاد تخلو الشوائب البيئية ولا نعاني من مشكلة في هذا الجانب، لكنه  قرر على ما يبدو الزيادة بتقديم جرعة نظافة إضافية، وهو تدخل أمني  فريد يضفي تنوع مذهل في أساليب القياده، ويفيد في عملية جمع الادلة على العوائد الصحية وادبيات البعد النفسي لوظيفة الأمن دون استياء أو تذمر علني من قبل المكلفين بالمهمة، رغم  أنهم لم يعتادوا على إنجاز هذا اللون من الخدمة.

قرار نظيف غير موجود في الأعراف الأمنية العالمية إنفرد المدير بإتخاذه لوحده ودون غيره من زملائه ومسؤولي الدوله السابقين والحاليين يعكس حضور الميول والاستعدادات الشخصية  في المسألة، ذلك انني اعرفه بحكم الزمالة السابقة بأنه عاشق للنظافه (نظايفي)، وأخذ من جديد يضفي هذه الصفة الرائعه على اسلوبه بقيادة الجهاز، وأمر منتسبي مؤسسة  الأمن للقيام بالمهمة وبما يستحق من تغطية إعلامية لفعل أمني واسع قد يكون الأول من نوعه في تاريخ المملكة ولربما في دول العالم حتى.

وفي السياق، لا بد وأن يكون قد وَفَرَ للمشاركين أدوات الوقاية ومستلزمات المحاذير الصحية من مواد تعقيم وكمامات وكفوف واكياس وادوات خاصة لإزاحة والتقاط المواد المستهدفة، وحثهم على الحذر من لدغ الحشرات والقوارض . وقبل ذلك التهيأة النفسية والاقتناع بهذا العمل الوظيفي الجديد لضمان عدم حدوث بلبلة واستياء في صفوف العاملين، واعتقد هنا ان تفاصيل تعليمات البرنامج التفصيلي لتنفيذ الأمر قد اقتصرت على رفع  القمامة النظيفة كعلب العصائر والشيبس واستثنت رفع كبريات القاذورات كفوط النساء والأطفال والمحارم الورقية المستعملة وعدم الاقتراب من ناقلات الامراض.

هذا انجاز صحي وليست كبوة قيادية بطبيعة الحال، وليس فيها شيء من المهانة والاذلال . أما عاصفة النقد الشعبي فليس لها ما يبررها، والقول أن من باب اولى كنس المخدرات التي تملأ الأحياء التي جرت فيها عمليات التنظيف هو قول ينافي الضرورة والمنطق لأن مخاطر أهمال الصحة العامة ووجود النفايات في الشوارع لا تقل أهمية عن مكافحة المخدرات.

مواضيع قد تهمك