تستعد السلطات الإسرائيلية لاعتراض سفن "أسطول الصمود" التي تحمل مساعدات إلى غزة، واحتجاز المشاركين أو ترحيلهم، وذلك في "عملية معقدة" قد تبلغ ذروتها، مساء الأربعاء، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكر أسطول الصمود، في منشور على "تليجرام"، أنه بدأ الإبحار بالقرب من غزة لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع، قائلاً: "نظل يقظين عند دخولنا المنطقة التي تم فيها اعتراض و/أو مهاجمة الأساطيل السابقة".
وتابع الأسطول: "أبقِ عينيك على المهمة. أبقِ عينيك على غزة. ونحن نبحر دون أن تردعنا التهديدات الإسرائيلية وتكتيكات الترهيب".
وفي وقت سابق الأربعاء، قال أسطول الصمود، في بيان، إن سفناً مجهولة اقتربت من عدة قوارب تابعة له، بعضها كان يبحر بدون أضواء، قبل أن تغادر. وأضاف أن المشاركين نفذوا إجراءات أمنية تحسباً لاعتراض محتمل.
وكشف "أسطول الصمود" عن تزايد نشاط الطائرات المسيرة فوق السفن التابعة له مع اقترابه من وجهته. وأوضح: "دخلنا الآن منطقة الخطر الشديد، وهي المنطقة التي تعرضت فيها أساطيل سابقة للهجوم أو الاعتراض".
ويضم أسطول الصمود العالمي ما يزيد على 40 قارباً مدنياً، ويقل نحو 500 ناشط بينهم برلمانيين ومحامين والناشطة السويدية في مجال المناخ جريتا ثونبرج، وذلك بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وذكرت المتحدثة الإيطالية باسم الأسطول، ماريا إيلينا دليا، في مقطع فيديو على "إنستجرام"، الثلاثاء: "من المحتمل أن تهاجمنا إسرائيل الليلة، لأن كل المؤشرات تدل على أن هذا سيحدث".
"تحدي كبير"
ومن المقرر أن تعترض البحرية الإسرائيلية السفن، وقد فعلت ذلك في الماضي، لمنع وصول النشطاء من الاقتراب من ساحل غزة.
وقال المتحدث
باسم الجيش الإسرائيلي العميد إيفي دفرين، الأسبوع الماضي، إن البحرية مستعدة
لاعتراض السفن، رغم أنه أشار إلى أن ذلك سيكون تحدياً أكبر من محاولات الأساطيل
السابقة بسبب عدد السفن.
بعد إعلان طاقم سفينة "فاميلي" التابعة لأسطول الصمود لكسر الحصار على غزة، تعرضها لهجوم قبالة سواحل تونس، انتشرت مشاهد جديدة تظهر تعرضها لهجوم يُرجح أنه بمسيرة.
وبسبب العدد الكبير من السفن، من المتوقع أن تصعد البحرية على متن القوارب وتحتجز النشطاء وتنقلهم إلى سفينة بحرية كبيرة، ومن هناك إلى ميناء أسدود لترحيلهم، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضافت أنه "قد يتم سحب بعض سفن النشطاء إلى ميناء أسدود أيضاً"، رغم أن مصادر عسكرية قالت إنها تتوقع أن يتم إغراق بعضها في البحر من قبل البحرية.
ويشارك نحو 600 شرطي في عملية نقل النشطاء إلى منشأة في جنوب إسرائيل، ثم ترحيل من يوافق على الترحيل مساء الخميس، بحسب القناة 12 الإسرائيلية.
وذكرت القناة أن "من يرفض الترحيل، فسيتم التعامل معه من قبل موظفي وزارة الداخلية باستخدام محكمة خاصة سيتم تشكيلها داخل سجن كتسيعوت".
انسحاب
البحرية الإيطالية
ونشر سلاحا
البحرية التابعان لإيطاليا وإسبانيا، الأسبوع الماضي، سفينة لكل منهما لمساعدة
الأسطول، بعد تعرضه لهجمات بطائرات مسيّرة مزودة بقنابل صوتية ومواد مثيرة للحكة
في المياه الدولية قبالة سواحل اليونان، ولكن دون أي نية منهما للتدخل عسكرياً.
فرقاطة إيطالية ثانية وسفينة حربية إسبانية لحماية "أسطول صمود غزة"
أعلن وزير الدفاع الإيطالي جيدو كروسيتو، الخميس، إرسال فرقاطة حربية ثانية لدعم "أسطول الصمود العالمي" فيما أعلنت إسبانيا إرسال سفينة حربية لحمايته.
وأعلنت وزارة الدفاع الإيطالية، الثلاثاء، أن البحرية الإيطالية ستنسحب من مرافقة الأسطول بمجرد وصوله إلى مسافة 150 ميلاً بحرياً (278 كيلومترا) من الشاطئ.
وحثت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأسطول على التوقف فوراً، قائلة إن مهمة المساعدات قد تقوض الآمال في السلام استناداً إلى مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب المكون من 20 نقطة لإنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، والمضي قدماً نحو إقامة دولة فلسطينية محدودة.
ورفض منظمو الأسطول التصريحات الإيطالية، قائلين إنها ترقى إلى مستوى "التخريب".
وذكر الأسطول، في بيان، إن الحكومة الإيطالية تختار مرافقتنا فقط حتى نقطة الخطر ثم تحاول إبعادنا، وإعادتنا إلى الشاطئ خاليي الوفاض، بينما تواصل إسرائيل ذبح وتجويع الشعب الفلسطيني بإفلات كامل من العقاب. نكرر مرة أخرى: الأسطول يواصل الإبحار".
قلق دولي
وأعرب وزراء خارجية 16 دولة من بينها قطر وعمان وإسبانيا وتركيا، الثلاثاء، عن قلقهم بشأن سلامة أسطول الصمود العالمي، وقالوا إن "هدفه يتمثل في إيصال المساعدات إلى غزة وزيادة الوعي بالاحتياجات الإنسانية الملحة للشعب الفلسطيني وضرورة وقف الحرب".
وأضاف الوزراء، في بيان: "تتشاطر حكوماتنا هذين الهدفين - السلام وتقديم المساعدات الإنسانية - إلى جانب الالتزام باحترام القانون الدولي. لذا فإننا ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن القيام بأي عمل غير قانوني أو عنيف ضد الأسطول، واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وذكر الوزراء، ومن بينهم أيضاً وزراء خارجية بنجلاديش والبرازيل وكولومبيا وإندونيسيا وأيرلندا وليبيا وماليزيا والمالديف والمكسيك وباكستان وجنوب أفريقيا وسلوفينيا، أن أي انتهاك للقانون الدولي وحقوق الإنسان للمشاركين في الأسطول "بما في ذلك الاعتداءات على السفن في المياه الدولية أو الاحتجاز غير القانوني سيفضي إلى المساءلة".
ويتألف الأسطول، الذي يضم عشرات القوارب من عدة دول، من مساعدات إنسانية رمزية، بما في ذلك غذاء وأدوية موجهة للفلسطينيين في غزة، ويُعد أكبر محاولة حتى الآن لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويدفع حصار إسرائيل لقطاع غزة نحو أزمة جوع غير مسبوقة وأوضاع إنسانية كارثية، وذلك في ظل حرب شهدت قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 66 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 168 ألفاً آخرين. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع عدد ضحايا الوفاة نتيجة المجاعة إلى 453 فلسطينياً، من بينهم 150 طفلاً.
الشرق