شريط الأخبار

موعد تبادل الأسرى لا يزال غامضا وحماس تؤكد: نزع السلاح "غير وارد"

موعد تبادل الأسرى لا يزال غامضا وحماس تؤكد: نزع السلاح غير وارد
كرمالكم :  

مرّ أكثر من يوم منذ بدء وقف إطلاق النار، ولا يزال الجدول الزمني لتبادل الأسرى غير واضح.

وفي إسرائيل يُقدّر أن عملية الإفراج عن الأسرى ستبدأ يوم الاثنين، وربما في ساعات الصباح الباكر، لكن في الوقت نفسه تستعد الأجهزة لاحتمال أن تُفاجئ حركة حماس وتبدأ بالإفراج عنهم غدا الأحد، في محاولة لإنهاء العملية قبل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل أو بالتزامن مع زيارته.

وفي هذا السياق، قال مسؤول في حماس اليوم إن نزع سلاح الحركة- وهو أحد الشروط الأساسية في الاتفاق- "غير وارد على الإطلاق".

وتفيد التقديرات في إسرائيل بأن حركة حماس تحتاج إلى وقت للاستعداد اللوجستي ونقل الأسرى الأحياء والجثث من مواقعهم الحالية إلى نقطة تجمع واحدة قبل بدء عملية الإفراج.

ووفقا للاتفاق، سيجري أولا تسليم الأسرى الأحياء- وربما جميعهم دفعة واحدة إلى الصليب الأحمر، وليس على مراحل كما جرى في صفقات سابقة- على أن يتم لاحقا تسليم الجثث.

ومع ذلك، تستعد إسرائيل أيضا لسيناريوهات أخرى، من بينها احتمال أن "تخرق" حماس التفاهمات، كما يُقدَّر أن الحركة قد لا تُفرج عن جميع الجثث حتى يوم الاثنين المقبل.

في حركة حماس بدأت أصوات احتجاج تُسمع علنا، حيث عبّر مسؤولون عن استيائهم من أن جميع الـ250 أسيرا الذين ستفرج عنهم إسرائيل ليسوا من المحكومين بالمؤبد، بل "فقط" 195 منهم.

في المقابل، تؤكد إسرائيل أن قائمة الأسرى المفرج عنهم تم الاتفاق عليها مسبقا مع الوسطاء، وصادقت عليها الحكومة، ولا يمكن تعديلها عمليا.

ونقل موقع "بي بي سي" عن مسؤول فلسطيني قوله: إن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف طُلب منه طرح مسألة الإفراج عن سبعة أسرى فلسطينيين بارزين، من بينهم أحمد سعدات ومروان البرغوثي، إلا أن إسرائيل رفضت ذلك بشكل قاطع.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الخلافات حول أسماء الأسرى قد تؤدي إلى تأخير تنفيذ الاتفاق، لكن مصادر فلسطينية قالت إن حماس "ليس أمامها خيار آخر" سوى القبول بما تم الاتفاق عليه والمصادقة عليه رسميا.

في المقابل، صدرت دعوات متشددة داخل الحركة تطالب بـ"تفجير الاتفاق"، غير أن هذا الاحتمال يُعتبر حتى الآن غير مرجّح.

وفي الأثناء، أفادت عائلات أسرى فلسطينيين من المتوقع الإفراج عنهم بأنها تلقت اليوم اتصالات من أقاربهم داخل السجون الإسرائيلية، أبلغوهم خلالها بأن أسماءهم وردت ضمن قائمة المفرج عنهم ضمن الصفقة.

وتشير التقديرات إلى أن التغيير الوحيد الممكن في القائمة هو رفض بعض الأسرى المبعدين الخروج من السجن، كما حدث في صفقات سابقة، وفي هذه الحالة سيتم استبدالهم بأسماء أخرى تمت الموافقة عليها مسبقا.

وقال مسؤول بارز في حركة حماس اليوم، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة "فرانس برس" إن "نزع سلاح حماس"، الذي يُعد جزءا رئيسيا من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، "غير وارد على الإطلاق".

وأضاف أن "المطالبة بتسليم السلاح ليست قابلة للنقاش أو المساومة".

في المقابل، تُقدّر إسرائيل أن حماس ستبذل كل جهد لضمان نجاح الصفقة، في ظل الضغوط الكبيرة الممارسة عليها من الولايات المتحدة والدول الإسلامية.

وقالت مصادر مطلعة إن حماس حتى الآن التزمت بالاتفاقات، وفعلت ما وعدت به.

وأكدت المصادر أن "جميع الأطراف ستفعل كل شيء لضمان نجاح الصفقة، ولا أحد لديه مصلحة في إفسادها، حتى حماس نفسها".

وفي سياق متصل، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أن أكثر من نصف مليون مواطن فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل: "أكثر من 500 ألف شخص عادوا إلى غزة بين الأمس واليوم".

في إسرائيل، تلقت جميع عائلات الأسرى مكالمات هاتفية من ضباط استخباراتهم لتقديم تقدير حول حالة أقاربهم.

وتفهم السلطات الإسرائيلية أنه بما أن بعض الأسرى الذين قتلوا قد لا يتم العثور عليهم فورا، سيبدأ فريق مهمات دولي بالانتقال مباشرة بعد ذلك للبحث عنهم.

وحسب تقرير لـ "يديعوت أحرونوت"، سيضم هذا الفريق ممثلين عن الولايات المتحدة، ومصر، وتركيا، وقطر، وإسرائيل، بهدف فحص جميع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمواقع الأسرى المتوفين بدقة حتى العثور عليهم جميعا.

وبما أن 20 أسيرا على قيد الحياة من المتوقع أن يعودوا إلى إسرائيل في حالة صحية معقدة بعد قضائهم عامين في الأسر، تستعد السلطات الإسرائيلية لإحالتهم مباشرة إلى المستشفيات، مع وجود أطباء ميدانيين قادرين على اتخاذ قرارات طبية عاجلة في المكان.

وفي الوقت نفسه، تطالب المنظمات الإنسانية إسرائيل بفتح معابر إضافية لدخول المساعدات إلى قطاع غزة.

وقد هبط بالفعل 200 جندي أمريكي في إسرائيل استعدادا لتطبيق الاتفاق، على أن يساعدوا من مركز سيتم إنشاؤه داخل إسرائيل لتنسيق الشؤون المتعلقة بقطاع غزة حتى تشكل فيه حكومة دائمة.

ومن المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصر يوم الاثنين بعد زيارته لإسرائيل، حيث سيشارك في حفل توقيع رمزي للاتفاق بحضور عدد من الزعماء الأوروبيين المدعوين من القاهرة، فيما لم يتم دعوة أي مسؤول إسرائيلي لحضور هذا الحفل.

مواضيع قد تهمك