شفيق عبيدات
تمر ذكرى
الثمانين على تأسيس الجمعية العامة للأمم
المتحدة هذه الايام وقد اخفقت في حل العديد من النزاعات في العالم بين دول اعضاء فيها او بين دولة و معارضتها
مسلحة في داخلها , وذكرت في مقالة سابقة قبل شهرين تقريبا ان لا فائدة من
وجود الامم المتحدة لأنها عاجزة عن حل الحروب والنزاعات الدولية بسبب احباطها من
قبل هيئة مجلس الامن الذي تابع لها و الذي يتحكم بقراراته الاعضاء الخمسة الدائمين الذين يتخذون حق ( الفيتو ) وفق مصالح كل دولة من هذه الدول الخمس وكان هذا
الخلل من بداية تأسيس الامم المتحدة وسيطرة الدول العظمى على قرارات
مجلس الامن اعتبرت هذه الدول بصفتها المسيطرة بانه لا اعتبار وقيمة لدول العالم الاخرى .
وهنالك اسباب
اخرى اضعفت دور الامم المتحدة لحل النزاعات والحروب في كون مقراتها في مدينة نيويورك في الولايات
المتحدة الاميركية وهذا جعلها تحت ضغط الادارات الاميركية منذ التأسيس حتى ايامنا هذه فضلا عن عدم قدرتها المالية التي منعتها من تشكيل
قوات فصل بين الدول المتحاربة او بين دولة
والمعارضة المسلحة فيها لان العديد من الدول الاعضاء فيها يتمنعوا عن تسديد
التزاماتهم المالية لها ومنها دول كبرى اعضاء في مجلس الامن .
ولقد ازدادت
الضغوط على الجمعية العامة للأمم المتحدة وعلى امينها العام ( انطونيو غو تريش
) بعد السابع من اكتوبر عام 2023 بسبب
مواقفه المشرفة التي اعلنها عدة مرات بان ما تقوم به قوات الكيان الصهيوني في قطاع
غزة هو ابادة جماعية وجريمة بحق مدنيين من اطفال ونساء وشيوخ ويؤكد الامين
العام ان القوات الصهيوني دمرت كل شيء في
قطاع غزة وفي مقدمتها المستشفيات ومقرات الامم المتحدة وقتلت المئات من العاملين لخدمة ابناء الشعب
الفلسطيني في القطاع ولانه وقف موقفا عادلا وانسانيا مع الحق هوجم من عدد من اعضاء الحكومة الصهيونية وعلى راسهم (
النتن ياهو ) رئيس وزراء الكيان وهوجم
ايضا من الادارة الاميركية التي اعلنت انها تسعى لتغيير امين عام الامم المتحدة
وتأتي ببديل له يقف الى جانب الكيان
الصهيوني ويمجد جرائمه وابادته الجماعية
ومحاولاته طمس القضية الفلسطينية والسيطرة
على اراضي الضفة الغربية وبناء المستوطنات بها .
ولان الامم المتحدة عاجزة عن القيام بدورها وفق ميثاقها الذي مزقه مندوب الكيان الصهيوني امام اعضاء الامم المتحدة ولم تتم معاقبته وطرده من الامم المتحدة , فانه لا بد من اعادة النظر في عضوية مجلس الامن وان يتم الغاء حق الفيتو لعضو دائم وان تتخذ القرارات بالأجماع لمصلحة السلام والسلم العالمي .




