شريط الأخبار

استهداف زيتون فلسطين

استهداف زيتون فلسطين
كرمالكم :  

حمادة فراعنة

هجمة استعمارية احتلالية، إحلالية من قبل عصابات المستوطنين الأجانب الإسرائيليين على أشجار زيتون فلسطين، هجمة منظمة مبرمجة مقصودة، بدوافع سياسية اقتصادية وراثية حاقدة عنصرية، ضد كل ما هو فلسطيني واقعاً وتراثاً وإنتاجاً.

فالزيتون شجرة مباركة بالنسبة لنا، عنواناً تراثياً، نتاج الأرض الفلسطينية، تم ذكره في القرآن الكريم، كما القدس والأقصى والإسراء والمعراج، أولى القبلتين، ثاني الحرمين، ثالث المسجدين، ولادة السيد المسيح، وكنائس: الميلاد في بيت لحم، البشارة في الناصرة، القيامة في القدس، فالأرض وما عليها وما تنتجه، مبارك، تراث وقع على أرض فلسطين، ونما فيها، وإرتبط إنسانياً وبشرياً وعطاء بأرضها وإنتاج فلاحيها، ولذلك سكن الزيتون: أحد عناوين فلسطين وميزاتها.

وفيه وبه ومن خلاله، إنتاج مشترك بين الأرض والإنسان، شراكة عمرية، عائلية، تتباهى به عائلات فلسطين، بالإنتاج، والغذاء اليومي وتغطية الاحتياجات من ثمرة الزيت والزيتون.

هو مصدر رزق لعائلات فلاحية، تعتمد على إنتاجه السنوي لتغطية احتياجات ضرورية، يرتبط توفيرها مع توفر الحصاد السنوي لدراسة الأولاد الجامعية، أو للبناء، أو لتغطية تكاليف أفراح العرسان، وهذا ما تدركه أدوات المستعمرة، ويشكل دوافع لها باتجاه التخريب سياسياً وتاريخياً، ودوافع اقتصادية تستهدف المس بقدرات المزارعين الفلسطينيين المالية، وتقليص مداخيلهم.

أربعة الآف شجرة زيتون تم حرقها أو خلعها، وبشكل أدق إعدامها، من قبل المستوطنين المستعمرين الأجانب، فهل هذا صدفة، لا تعجبهم شكلها كشجرة مثمرة معمرة للأرض وللمكان.

الهدف هو تدمير الترابط بين الإنسان الفلسطيني وشجره المعمر منذ مئات السنين، وجعله عنواناً للخراب، وهو بالنسبة للمستوطنين المستعمرين، هدفاً استراتيجياً أمنياً، في جعل الأرض الفلسطينية غير منتجة لأصحابها، غير صالحة لأهلها، لشعبها، خاصة حينما يجدوا تدفق المتضامين الأجانب من أصدقاء الشعب الفلسطيني المؤيدين الداعمين لعدالة المطالب الفلسطينية، ولشرعية النضال ضد الاحتلال، ويأتوا من بلادهم لمشاركة الفلسطينيين بقطف المحصول وجمعه، فيصبح قطف الزيتون عنواناً سياسياً كفاحياً من قبل الشعب الفلسطيني، من قبل أصدقائه الأوروبيين والأميركيين المتضامنين، فيقع القهر والحقد الإسرائيلي على شجر الزيتون وعلى أصحابه وعلى من أتوا للمساهمة بقطفه.

قطف الزيتون من طرف، وحرقه وقطعه وتدميره من طرف آخر، بات معركة وطنية سياسية بين مظاهر الاحتلال وأدواته ودوافعه، وبين مظاهر البقاء والصمود الكفاحي من قبل الفلسطيني وشرعية أفعاله في مواجهة الاحتلال وإحباط مشاريعه العدوانية العنصرية الاستعمارية.

كافة مظاهر الحياة على ارض فلسطين، بشراً وأرضاً وزراعة وتراثاً عنوان صراع بين طرفي التصادم بين المشروعين: 1- المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني في مواجهة: 2- المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، والزيتون كما البشر، كما مظاهر الحياة، هدف تدميري لقوات المستعمرة وأدواتها وجيشها وأجهزتها ومستوطنيها الأجانب، حتى تخلو لهم فلسطين، كي يتمكنوا من الاستيطان والاحلال مكان شعبها وأهلها، وهكذا تتواصل معركة المواجهة بين الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والمستعمرة الإسرائيلية.

الدستور

مواضيع قد تهمك