أوقف الكونغرس الأميركي صفقة بيع أسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل كان قد أعدها الرئيس دونالد ترامب بالتزامن مع استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن أمس الثلاثاء. ووفق ما أوردته صحيفة "ذا هيل"، أبلغ مساعدان بالكونغرس، الثلاثاء، بأنه تم إيقاف صفقة بيع الأسلحة. وقالت الصحيفة إنّ كبار المشرعين الأربعة في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ولجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يتمتعون بسلطة منع أوامر بيع الأسلحة بشكل فردي عندما تتجاوز مبلغاً معيناً من الدولارات.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أنّ صفقة بيع الأسلحة بقيمة مليار دولار تتضمن 4700 قنبلة زنة 1000 رطل، بقيمة تزيد عن 700 مليون دولار، بالإضافة إلى جرافات مدرعة من صنع شركة كاتربيلر بقيمة تزيد عن 300 مليون دولار. وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن قد علّقت شحنة قنابل ثقيلة لإسرائيل زنة 2000 رطل و500 رطل في مايو/ أيار الماضي، لكن ترامب ألغى ذلك في أول أسبوع من ولايته الرئاسية الثانية بعد تنصيبه في 20 يناير/ كانون الثاني المنصرم.
في السياق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس الثلاثاء، إنّ الولايات المتحدة "متواطئة في الانتهاكات الجسيمة" التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة "طالما استمرت في توفير الأسلحة والمساعدات العسكرية" لتل أبيب. وأوضحت المنظمة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أنّ "السلطات الإسرائيلية ارتكبت خلال هجماتها على غزة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأفعال الإبادة الجماعية". وأضافت: "الولايات المتحدة ستكون متواطئة في الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في غزة طالما استمرت في توفير الأسلحة وغيرها من المساعدات العسكرية".
وقال برونو ستانيو، كبير مسؤولي المناصرة في "هيومن رايتس ووتش": "إذا أراد الرئيس ترامب أن يقطع علاقته بتواطؤ إدارة (الرئيس السابق جو) بايدن في الفظائع التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في غزة، فعليه أن يعلّق فوراً نقل الأسلحة إلى إسرائيل". وتابع: "قال ترامب إن الأعمال العدائية في غزة "ليست حربنا" بل "حربهم" لكن ستكون حرب غزة أيضا حرب ترامب "ما لم تُنهِ الولايات المتحدة دعمها العسكري".
وزاد ستانيو وفقاً لوكالة الأناضول: "قال الرئيس ترامب إن الولايات المتحدة ستقيس النجاح جزئياً من خلال الحروب التي لن نخوضها أبداً"، لكنه أنهى فورا تجميد شحنات قنابل 2000 رطل إلى الحكومة الإسرائيلية، وشدد على أنه "عوضاً عن ذلك، على ترامب اتخاذ خطوات لإنهاء دعم فظائع الحكومة الإسرائيلية في غزة".
وأوضحت المنظمة أنه "ينبغي على الولايات المتحدة تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل طالما أن القوات الإسرائيلية ترتكب انتهاكات واسعة وخطيرة بدون عقاب تصل إلى حد جرائم الحرب ضد المدنيين الفلسطينيين"، وأكدت أنه "على الولايات المتحدة أيضا المساهمة في التعويض وإعادة الإعمار في غزة، لأنها وفّرت الأسلحة المستخدمة في ارتكاب جرائم الحرب المفترضة".
وشددت على أن "تقديم المساعدة العسكرية إلى إسرائيل ينتهك القانون الأميركي أيضاً، إذ تحظر العديد من القوانين، بما في ذلك القسم 502 (ب) من قانون المساعدات الأجنبية لعام 1961، نقل أسلحة إلى بلدان لا تلتزم بقوانين النزاع المسلح"، كما "يمنع قسم آخر من ذلك القانون الولايات المتحدة من إرسال أسلحة إلى أي دولة تحظر أو تقيد على نحو مباشر أو غير مباشر نقل أو تسليم المساعدات الإنسانية الأميركية، وهو ما قالت العديد من وكالات الحكومة الأميركية إن إسرائيل فعلته ووثّقته هيومن رايتس ووتش"، وفق البيان.
العربي الجديد