شريط الأخبار

100 يوم من حكم ترامب

100 يوم من حكم ترامب
كرمالكم :  

فهد الخيطان

بعد 100 يوم على تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، يواجه مبدأ السلام بالقوة، الذي رفعه بوجه العالم، تحديا كبيرا. وعلى نحو مماثل اتسمت خطواته في المجال الاقتصادي بقدر هائل من التخبط والفوضى، وخلفت خسائر هائلة بأسواق المال الأميركية والعالمية.

قبل توليه الرئاسة وعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بأول يوم من حكمه، لكن وبعد مضي أسابيع من الدبلوماسية المكوكية لمبعوثه ستيف ويتكوف، تبدو فرص وقف إطلاق النار مستبعدة رغم التصريحات اليومية لترامب عن اتفاق وشيك.

ويتكوف تم تعيينه مبعوثا للرئيس لقضايا الشرق الأوسط، لكن سرعان ما تولى مهمة عالمية، ليختصر بذلك دور الدبلوماسية الأميركية ووزارة الخارجية في شخصه ليس بوصفه دبلوماسيا مجربا وخبيرا، بل لأنه الصديق الشخصي للرئيس ليس أكثر.

المبعوث ويتكوف يحمل على عاتقه حاليا ملفات أوكرانيا وإيران والحرب في غزة، والعلاقة مع دول الخليج وقريبا سيظهر في الملف الصيني.

لم تتمكن إدارة ترامب لغاية الآن من إحراز أي تقدم في المفاوضات الأوكرانية الروسية. التنازلات المطلوبة من أوكرانيا تبدو مستحيلة بمنطق زيلنسكي، والرئيس بوتين ليس في عجلة من أمره لإنهاء الحرب،حيث تحقق قواته انتصارات ملموسة في الميدان.

اعتقد ترامب أن التهديد الإعلامي بفتح أبواب الجحيم في غزة كاف لردع الطرفين ووقف القتال في اليوم التالي، لكن ذلك لم يترك أثرا يذكر، في ظل التفويض المطلق لحكومة نتنياهو بفعل ما تشاء في غزة، وفشل الوسطاء بمن فيهم الأميركي في التوصل لاتفاق تبادل يفضي لوقف الهجمات الإسرائيلية المميتة على سكان القطاع.

حاول ويتكوف مرات عديدة، لكنه بدأ وكأنه قد شعر بالملل من مداولات لاتنتهي بين نتنياهو وقادة حماس،ولم يعد يكترث بزيارات المنطقة إلا عندما يعبر الأجواء في الطريق من موسكو لسلطنة عمان حيث يدير منهما ملف أوكرانيا ومفاوضات النووي الإيراني.

وفي هذا الأخير، أعني الملف الإيراني، فإن التقدم الوحيد الذي تحقق بعد ثلاث جولات هو لقاء مباشر لعدة دقائق بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني، وتبادل بضعة أوراق حول المبادئ الأساسية للتفاوض.وكما هو الحال في جميع القضايا تأتي تصريحات الرئيس الأميركي بشكل يفوق ماحصل في الواقع، إذ تنطوي على قدر مبالغ فيه لايعكس الحقائق أبدا.

وأكثر الملفات فوضوية وعبثا ما فعله الرئيس بموضوع الرسوم الجمركية، فعوضا عن فتح ملف المفاوضات مع الصين والاتحاد الأوروبي وسواهما من دول العالم، لجأ لفرض رسوم مضاعفة على مختلف الكيانات الاقتصادية العالمية، مما أحدث إرباكا لامثيل له في الأسواق وفتح الباب واسعا لحرب تجارية قاتلة. وبعد أن وقف يتفرج على المسرح العالمي غارقا بالفوضى بدأ الاتصالات لفتح باب المفاوضات، وفي ظنه أن كبريات القوى الاقتصادية ستنصاع لإرادته على الفور، وتقبل بالعرض الأميركي.

لوقتنا هذا لم تتمكن إدارة ترامب من إبرام اتفاق تجاري جديد مع أي من دول العالم باستثناءات محدودة جدا، ولدول صغيرة، بينما الدول الكبرى ما تزال مصممة على مواقفها.

مع انقضاء المائة يوم الأولى من رئاسة ترامب، يبدو العالم أقل أمنا واستقرارا، وحالة عدم اليقين تلف اقتصاده بفعل إجراءاته المتعجلة. والحروب المشتعلة لم تنطفئ بعد، لا بل أن ترامب ذاته يهدد بإشعال حرب إقليمية كبرى ضد إيران إذا لم تمتثل لشروطه.

الغد

مواضيع قد تهمك