اتهمت كوريا الشمالية، اليوم السبت، جيش جارتها الجنوبية بإطلاق أعيرة نارية على قواتها قرب الحدود بين البلدين، محذّرة من أن ذلك يهدد برفع التوترات إلى مستويات "لا يمكن السيطرة عليها”.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية نقلا عن بيان صادر عن الجنرال في الجيش الكوري الشمالي (كو جونغ تشول) إن الحادثة وقعت يوم الثلاثاء بينما كان جنود كوريون شماليون يعملون على إغلاق الحدود المحصنة بشكل دائم.
ووصف الجنرال الكوري الشمالي، الحادثة بأنها "استفزاز خطير”، وقال إن الجيش الكوري الجنوبي استخدم مدفعا رشاشا لإطلاق أكثر من عشر طلقات تحذيرية تجاه قوات الشمال.
وأضاف الجنرال "إن هذا مقدمة خطيرة
للغاية من شأنها أن تدفع حتما الوضع في منطقة الحدود الجنوبية حيث يتمركز عدد كبير
من القوات في مواجهة مع بعضها البعض إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها”.
وردت سول، اليوم السبت، إن جنودها أطلقوا طلقات تحذيرية بعد أن عبرت قوات كورية شمالية الحدود لفترة وجيزة في وقت سابق من هذا الأسبوع "ما دفع بجيشنا إلى إطلاق طلقات تحذيرية”.
وقال الجيش إن "بعض الجنود الكوريين
الشماليين بالقرب من خط ترسيم الحدود العسكرية داخل المنطقة المنزوعة السلاح على
خط المواجهة المركزي، عبروا خط ترسيم الحدود، ما دفع الجيش إلى ذلك.
من جانبها قالت هيئة الأركان "حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت سول (0600 بتوقيت غرينتش) يوم الثلاثاء، عبر بعض الجنود الكوريين الشماليين العاملين في المنطقة الحدودية- خط ترسيم الحدود العسكرية، فأطلق الجيش الكوري الجنوبي طلقات تحذيرية، وتراجعت القوات الكورية الشمالية في وقت لاحق إلى شمالي الخط”.
وتعود آخر حادثة عسكرية بين البلدين
إلى بداية إبريل/نيسان، عندما أطلق الجيش الكوري الجنوبي طلقات تحذيرية بعد أن عبر
نحو 10 جنود كوريين شماليين الحدود لفترة وجيزة، حيث تم رصد الجنود في المنطقة
منزوعة السلاح بين البلدين.
وبدأت كوريا الشمالية منذ أواخر العام الماضي على تشييد حواجز في المنطقة الحدودية شديدة التحصين بين الكوريتين وتفجير الطرق والسكك الحديدية التي تربط بين البلدين.
وأعلن جيش كوريا الشمالية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنه يعمل على إغلاق الحدود الجنوبية بشكل كامل، وقال إنه أوصل رسالة عبر الهاتف إلى القوات الأمريكية "لمنع أي سوء تقدير أو نزاع عرضي”.
وفي بيانه الجمعة، حذّر الجنرال الكوري
الشمالي من أن جيش بلاده سيرد على أي تدخل في جهوده الرامية إلى إغلاق الحدود بشكل
دائم، وقال "إذا استمرت عملية تقييد أو عرقلة المشروع غير المرتبط بالطابع
العسكري، فإن جيشنا سيعتبر ذلك استفزازا عسكريا متعمدا وسيتخذ الإجراءات المضادة
المناسبة”.
ووقعت اشتباكات غير عنيفة بين الكوريتين بشكل متكرر على الحدود، العام الماضي، أرسلت كوريا الشمالية آلاف البالونات الحاملة للقمامة إلى الجنوب، قائلة إنها رد على البالونات الدعائية المناهضة لكوريا الشمالية التي أطلقها ناشطون من كوريا الجنوبية.
وفي وقت لاحق، قامت كوريا الجنوبية بتشغيل مكبرات صوت عبر الحدود لأول مرة منذ ست سنوات، بثت عبرها أغاني البوب الكورية والأخبار الدولية، وبثّت كوريا الشمالية في المقابل أصواتا غريبة على طول الحدود، ما أثار قلق سكان كوريا الجنوبية.