خاص- مروة البحيري
الحماسة التي تنتاب طبقة معينة من المقاولين الاردنيين وفي مقدمتهم النقيب احمد اليعقوب تجاه المليارات القادمة من اعادة اعمار العراق اصبح يقابلها اليوم نوبات من الخوف والتوجس من قبل شركات المقاولات المتوسطة والصغيرة التي ربما ستخرج "من المولد بلا حمص" ولن تحظى بتذوق ولو قطعة صغيرة من الكعكة..
و يعتبر هذا التخوف بحسب معنيين ومطلعين على هذا القطاع مشروعة بعد التجارب المريرة التي عاشتها شركات مقاولات ضاعت بين الاقدام الكبيرة وتاهت بعيدا عن حيتان ومتنفذي هذا القطاع وعانت من الافلاس والتهميش..
تصريحات اليعقوب الاخيرة ساهمت في هذا التخوف الذي ضرب الاوصال سيما حديثه عن ضرورة تشكيل ائتلافات بين الشركات لتقويتها وجعلها "مقنعة" لدى الجانب العراقي ومؤهلة لمثل هذه المشاريع الاستثمارية الضخمة التي تصل الى 26 مليار بحسب ما كشفت بعض المصادر.. واعتبر كثيرون ان حديث النقيب كان مؤشرا على التشكيك بقدرة شركات المقاولات المتوسطة والصغيرة والتي لم تخض تجربة مماثلة وبهذا الحجم لادارة مثل هذه الاستثمارات المليارية الضخمة علما بأن جزء كبير من شركات المقاولات الاردنية لا يملك الخبرة في مجال الطاقة الشمسية والكهربائية وتحلية المياه وغيرها ما يستدعي عقد المؤتمر التمهيدي بهدف التشاور والتنسيق في مع الجانب العراقي..
وبالعودة الى الائتلافات والشراكات التي طالب بها اليعقوب تبرز اسئلة عديدة.. وبعضها خبيث.. حول طبيعة هذه الائتلافات والشراكات وهل من الممكن ان تتآلف شركة رأسمالها 100 مليون مثلا مع شركة صغيرة برأس مال ضعيف أم ان الكبار سيتحالفون مع ذات الطبقة والامكانيات ويتركون للشركات المتوسطة والصغيرة الاختيارات الضعيفة واللعب على دكة الاحتياط!!.. وما هي الشروط والانظمة التي ستضعها النقابة لعقد الائتلافات وهي تعلم ان غالبية شركات المقاولات تعاني القهر والفقر وتراجع الاعمال وبعضها ينزف من القروض فيما تعجز النقابة عن تحصيل مستحقاتهم المترتبة على عدد من الجهات ومنها الحكومة.
لا شك ان المعرض الدولي للبناء والإنشاءات والذي ستنطلق فعاليته الثلاثاء المقبل هو حدث هام يمهد لدخول الاردن بقوة في اعادة اعمار العراق ويعد فرصة سانحة لانتشال قطاع المقاولات وانعاشه.. بل ان حصول الشركات الاردنية على نسبة 3% فقط من الاعمار -على سبيل المثال- هو انجاز سوف يدر المليارات .. ولكن يبقى السؤال من المستفيد في ظل هذه الطبقية والصراع ما بين كبار وصغار المقاولين.
وكشفت معلومات مسربة لم يتم التأكد منها ان عددا من الشركات المهيمنة والتي تحمل لقب "الحيتان" تتفاوض فيما بينها لاطلاق ائتلافات قوية تأكل الاخضر واليابس بعيدا عن الشركات المتوسطة والصغيرة التي "ليس لها من الطيب نصيب" على ما يبدو.. وللحديث بقية