شريط الأخبار

دراسة: النساء اليافعات أكثر عرضة للوفاة بالنوبات القلبية من الرجال

دراسة: النساء اليافعات أكثر عرضة للوفاة بالنوبات القلبية من الرجال
كرمالكم :  
: اقترحت دراسة جديدة أن النساء اليافعات قد يكنّ أكثر عرضة للوفاة خلال عقد من الزمن الذي يلي الإصابة بالنوبة القلبية مقارنةً بالرجال الذين في نفس العمر.

بشكل عام، تعاني النساء في سن ما دون الخمسين عاماً من النوبات القلبية أقل من الرجال في نفس الفئة العمرية. الدراسة الجديدة، التي نُشرت في 13 أوكتوبر في مجلة القلب الأوروبية عكست هذا الاتجاه. من بين ألفين ومئة مريض بأزمة قلبية عولجوا في مستشفى بريغهام للنساء ومستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن بين عامي 2000 و 2016 أربعامئة مريض منهم فقط كانوا من النساء. متوسط أعمارهم كان 44 عاماً.

على المدى البعيد، كان هؤلاء النساء اليافعات أكثر عرضة للوفاة من الرجال اليافعين. تابع مؤلفو الدراسة المرضى لمدة 11 عاماً ووجدوا أن احتمال وفاة النساء لأي سبب كان أكثر بمعدل 1,6 مرة من الرجال خلال ذلك الوقت.

من الجدير بالذكر، أن الاختلافات في معدل الوفيات في الدراسة لم تكن تحت سياق وفيات الأوعية الدموية القلبية، أي الوفيات التي لا تسببها أمراض القلب.

كما قالت مؤلفة الدراسة الدكتورة إرسيليا ديفيليبس، زميلة أمراض القلب في مركز إيفرينج الطبي بجامعة نيويورك بريسبتيريان – كولومبيا، في رسالة بريد إلكتروني إلى موقع لايف ساينس أنه من الأمثلة على أسباب الوفاة غير القلبية الوعائية: السرطان وتعفن الدم، و تعفن الدم هو نوع من الاستجابة المناعية المفرطة للعدوى.

لسوء الحظ، أشارت ديفيليبس إلى أنه ” لم تكن هناك تفسيرات واضحة لسبب انخفاض معدل بقاء النساء على قيد الحياة”. على الرغم من أن الدراسة كشفت عن عددٍ من العوامل التي لعبت دوراً في ذلك.

وقالت الدكتورة ماريسيا تويت، الأستاذة المساعدة في طب القلب والأوعية الدموية في مايو كلنك، والتي لم تشارك في الدراسة، لموقع لايف ساينس في رسالة بريد إلكتروني: ” تتداخل عوامل الخطر لحدوث كلاً من مرض القلب وأمراض باقي أعضاء الجسم، قد تؤثر النوبة القلبية وتبعاتها على صحة الأعضاء الأخرى ومن المرجح أن تكون الوفيات على المدى الطويل ناتجة عن مجموعة من العوامل المتعددة”.

وعلى سبيل المثال، معدلات الإصابة بمرض السكري لدى النساء في هذه الدراسة أعلى من الرجال، فضلاً عن ارتفاع معدلات الإصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتيزمي،حيث تحدث التهابات وآلام المفاصل بسبب هجوم جهاز المناعة. وفقاً لتقرير عام 2012 في مجلة تصلب وتجلط الشرايين وبيولوجيا الأوعية الدموية، هذا الالتهاب المستمر قد يؤدي إلى تكون لويحات دهنية في الأوعية الدموية للدم والتي بدورها يمكن أن تسد الشرايين وتؤدي إلى نوبة قلبية. قد يؤثر الالتهاب ذاته على شفاء المريض.

بالإضافة إلى أن الدراسة أظهرت أن معدلات الاكتئاب عند النساء أعلى من الرجال. وكتبت تويت في تعليق نُشر أيضاً في مجلة القلب الأوروبية حول البحث: "يؤثر الاكتئاب على الالتزام بأسلوب حياة صحي والالتزام بالأدوية "، والتي من الممكن أن تؤثر على حياة المرأة على المدى الطويل.

وكتبت إن التغيرات الفسيولوجية التي يتزامن وجودها مع الاكتئاب وبشكل مستقل عنه من الممكن أن تؤدي إلى تفاقم النتائج”.على سبيل المثال، المستويات المرتفعة من هرمونات التوتر والجزيئات الالتهابية المسماة بالسيتوكينات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم حالة المريض لاحقاً.

بشكل عام، وفقاً لتقرير نُشر عام 2018 في مجلة سيركوليشن، انخفاض تدفق الدم إلى الأعضاء الناتج عن التوتر بعد النوبة القلبية يحدث أكثر لدى النساء من الرجال بمقدار الضعف. بالإضافة إلى عوامل الخطر السابق ذكرها، تلقت النساء رعاية مختلفة عند علاج النوبات القلبية عن الرجال.

في الدراسة، كان عدد النساء الخاضعات لتصوير الأوعية التاجية أقل من الرجال( تصوير الأوعية التاجية هو اختبار يتم خلاله حقن الأوعية الدموية بصبغة تمكن الأطباء من رؤية تلك الأوعية والانسدادات فيها عن طريق الأشعة السينية). كما كانت النساء أقل عرضة لعمل قسطرة أو عملية للشريان التاجي المسدود لإعادة التروية الدموية. الأدوية التي تُصرف عادةً بعد الإصابة بالنوبة القلبية للحماية، كالأسبيرين وحاصرات بيتا ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين كانت تصرف للنساء بنسبة أقل أيضاُ.

وكتبت تويت أن هذه الاختلافات في تقديم الرعاية الطبية قد تعكس”التباين بين الجنسين في الرعاية السريرية واتخاذ القرار” أو قد تعكس اختلافات ظهور النوبات القلبية بين الجنسين،على سبيل المثال، أصيب الكثير من النساء بتمزق مفاجئ في أحد شرايين القلب والذي يمنع الأطباء من عمل إجراءات مثل إعادة التروية الدموية للشريان التاجي . أفاد الدكتور رون بلانكشتاين، أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة هارفرد وطبيب القلب الوقائي في مستشفى بريغهام للنساء، أن النساء كُنّ أقل عرضة للإصابة بالإنسداد الحاد في الشرايين التاجية مقارنة بالرجال، والذي يقلل من حاجتهن إلى إعادة التروية الدموية للشريان التاجي.

كتب المؤلفون أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي قد يشكل عاملاً حاسماً يؤثر في حياة النساء على المدى البعيد. وقالت ديفيليبس : "وجدنا في دراستنا أن متوسط الدخل لدى النساء منخفض نسبياً عنه لدى الرجال وكان من المرجح حصولهن على تأمين عام، وبالتالي الاختلافات في الحصول على الرعاية الصحية تلعب دورها”.

وأشار المؤلفون إلى الحاجة إلى مزيد من الدراسات لاكتشاف كيفية تأثير هذه العوامل على حياة النساء بعد التعرض للنوبة القلبية على المدى البعيد. قالت ديفيليبس:” إن أطباء القلب حالياً بحاجة إلى تثقيف النساء بشأن مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والأعراض المرافقة لها التي تحتمل الإزعاج . في الدراسة، أكثر الأعراض شيوعاً بين الرجال والنساء هو ألم الصدر، ولكن نسبة أعلى من النساء أبلغن عن أعراض مثل قصر التنفس وخفقان القلب والإرهاق”.

كتبت تويت في تعليقها أنه بإمكان الأطباء تحسين رعاية المرأة من خلال استقطاب المزيد من النساء في التجارب السريرية، تضمين بيانات قائمة على الجنس في دراسات النوبات القلبية ومعالجة عوامل الخطر المرتبطة بالجنس عند تثقيف المرضى. وأضافت، على سبيل المثال، سكري الحمل وتسمم الحمل (الارتفاع الشديد في ضغط الدم أثناء فترة الحمل) يمكن أن يعرض النساء إلى خطر الإصابة بالنوبات القلبية. ترتبط إزالة المبايض بزيادة خطر الإصابة أيضاً، وفقاً لصحة هارفرد، يرجح السبب لأن المبايض تنتج هرمون الاستروجين والذي يُعتقد أنه يحمي من أمراض القلب.

علاوةً على ذلك، تشير بعض الأبحاث أن النساء المدخنات معرضات لأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة أعلى من الرجال المدخنين.كتب المؤلفون أن كل عوامل الخطر المذكورة آنفاً تتطلب مزيداً من الدراسة، خصوصاً فيما يتعلق بما إذا كان الخطر الموجود يتجاوز قوة وقاية الاستروجين ويجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية.



مواضيع قد تهمك