شريط الأخبار

عكرمة صبري حالة نضال دائمة

عكرمة صبري حالة نضال دائمة
كرمالكم :  
نيفين عبد الهادي
لا يُمكن لأي متابع للفيديو الذي تم تصوير لحظة خروج خطيب المسجد الأقصى فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري من مركز شرطة المسكوبية التابع للاحتلال الإسرائيلي، بعدما جرى التحقيق معه لأكثر من ساعتين بغرفة رقم 4 بالمركز، إلاّ أن يقف متأملا متسائلا مستنكرا ما يحدث، ولماذا يحدث، وكيف يحدث، كلها أسئلة ترد لذهن أي متابع للفيديو ليس فقط للشيخ صبري، إنما لكل فلسطيني مقدسي وتحديدا من كبار السن، وشيوخ الدين.
على الرغم من أن الابتسامة تسيّدت ملامح فضيلة الشيخ، وعلى الرغم من أنها ليست المرة الأولى، وعلى ما يبدو ليست الأخيرة، إلاّ أن رؤية شيخ دين وخطيب أول قبلة للمسلمين، ومقدسي وطني مدافع بكل ما أوتي من حكمة وصبر ووفاء عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، وقد خرج من بوابة مركز شرطة بعد تحقيق استمر لأكثر من ساعتين وهذا وقت طويل يرهق الشيخ ويتسبب له بضغط نفسي إثر وضعه الصحي لعمره البالغ أكثر من 80 عاما، لا يمكن أن نمر عليه مرور المتابع لحدث عادي أو متكرر بشكل دائم، وقد اعتادت العين على رؤيته .
ما يحدث بين الحين والآخر مع الشيخ عكرمة صبري، ومع شيوخ الدين في مدينة القدس وحتى رجال الدين المسيحي، مسألة خارجة عن كل الشرائع السماوية، والأعراف الإنسانية، والحقوقية، فمن غير المقبول والبعيد كل البعد عن قدسية الحقوق الدينية أن تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلي وسياسته استهداف شيوخ ورجال الدين، وانتهاك الحرمة الدينية دون توقف لهذه الجرائم المتتالية.
الشيخ عكرمة صبري بات اليوم حالة نضال يقف في جسده النحيل أمام احتلال لا يرى في القدس سوى أهداف يسعى لتحقيقها خدمة لأغراضه الرامية لتغيير واقع القدس الزماني والمكاني، وتهويد المدينة ومواجهة كافة الديانات بها بحرب تصر إسرائيل على جعلها متنوعة الأهداف بما فيها الجانب الديني، متناسية أن المسجد الأقصى للمسلمين، ولن يتركوه وحيدا.
ما حدث أمس رغم أنه ليس جديدا، بل هو مشهد تكرر عشرات المرات، لكن خطوات الشيخ عكرمة صبري وقد غادر مركز شرطة الاحتلال، وتعابير وجهه تحكي قصص نضال وصمود، ليست فقط للشيخ إنما لكل شيوخ ورجال دين القدس المحتلة، تختلط برؤيته مشاعر كثيرة لكن حتما ما يمكن تأكيده فيما تابعنا يوم أمس وكل يوم نتابع به هذه الأحداث الانتصار للأقصى وللقدس، وهزيمة إسرائيل المؤكدة أمام قوّة شعب لا يعرف للحياة بابا سوى النضال والصمود والشهادة.
الشيخ صبري حالة نضال دائمة، لا تتوقف ولن تتوقف، فرغم أنه تم الافراج عنه يوم أمس لكنه افراج مشروط، بالتزامه للحضور لأي تحقيق قادم ومنعه من التواصل مع وسائل الاعلام تحديدا العربية منها، ليجسد ذلك اعتداء صارخا على مرجعية دينية واحتجازه لأكثر من خمس ساعات، لكنه خرج بمعنويات عالية، وطاقة إيجابية، وإصرار على المضي في درب حماية الأقصى فهو يعيش حالة نضالية دائمة، كما شيوخ القدس ورجال الدين ومرجعياتها الدينية كافة.
(الدستور)

مواضيع قد تهمك