شريط الأخبار

استراتيجية الغرق.. أمريكا تقاتل أمريكا تفاوض

استراتيجية الغرق.. أمريكا تقاتل أمريكا تفاوض
كرمالكم :  

حازم عياد

فيتو أمريكي على توسعة الرد الإسرائيلي على هجمات حزب الله والمقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان نقله وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عبر الهاتف لوزير حرب الاحتلال يؤاف غالانت.

 لكن في المقابل فإن الضوء الاخضر الأمريكي لمواصلة الهجوم البري والجوي الوحشي الهمجي على قطاع غزة لا زال قائما، مسنودا بغطاء عسكري وسياسي للمضي قدما في تحقيق ما يمكن تسميته "نصر عسكري" أو "سياسي".

الضوء الاخضر الأمريكي عكسته وسائل الإعلام الأمريكية التي لا زالت منحازة بالكامل للكيان، فالهزيمة ليست خياراً، كما هو وقف إطلاق النار، لدرجة أن وسائل الإعلام الأمريكية لم ترَ بأسا في نشر مقالة تفوح بالعنصرية ودعوات التهجير والابادة الجماعية؛ شارك في كتابتها عضو الكنيست (داني دانون) عضو حزب الليكود والمندوب السابق للكيان في الامم المتحدة، إلى جانب (رام باراك) عضو حزب (ييش عتيد) المعارض في صحيفة (وول ستريت جورنال) تتحدث عن تهجير وتشتيت الفلسطينيين من قطاع غزة إلى إرجاء العالم؛ ليخرج وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الفاشي محتفياً بالمقال، داعياً لتنفيذ ما فيه، وتوفير الاموال اللازمة لذلك.

المعضلة لم تكن في سموتريتش، بل في الصحيفة الأمريكية التي نشرت المقال، وكأنه مقال رأي وفكر قابل للنقاش، بعيدا عن المعايير القانونية والانسانية والقيمية التي تدعيها الولايات المتحدة بكامل سلطاتها، بما فيها السلطة الرابعة في صحفية وول ستريت جورنال.

نشر المقال ما كان له أن يكون دون وجود تيار واتجاه داخل الادارة الأمريكية، والكونغرس الأمريكي داعم لهذه التوجهات العنصرية الفاشية، مستعد للدفاع عنها وتمويلها في الآن ذاته، فجو بايدن وانتوني بلينكن وليندسي غراهام لا يختلفون عن سموتريتش وبن غفير ونتنياهو في الجوهر.

رغم خطورة المقترحات وفاشيتها، إلا أنها عكست حالة الاحباط والفشل في إدارة المعركة عسكريا وسياسيا؛ إذ قدمت مؤشرا على تخبط يفاقم من غرق الاحتلال والولايات المتحدة في مستنقع المجزرة التي صنعتها في القطاع، وانتشرت أخبارها في أرجاء العالم لتكون شهد على انحطاط النفوذ الأمريكي وانهياره عالميا.

انجرف الاحتلال نحو الحرب البرية، وغرق في مستنقع غزة، وأغرق معه الادارة الأمريكية والولايات المتحدة في هذا المستنقع الذي يبدو أنه آخذ في الاتساع؛ ليستوعب أمريكا وما فيها من تناقضات.

ختاما.. أمام حالة الانسداد السياسي والعسكري والمستنقع الآخذ في الاتساع سياسيا وعسكريا وأخلاقيا؛ لم يبق أمام اليمين الإسرائيلي ونتنياهو سوى الدفع بالولايات نحو الهاوية، ولم يبقَ أمام الولايات المتحدة الأمريكية من خيارات لتجنب الغرق سوى المضي قدما نحو هدنة مؤقته تفتح الباب لمراجعة شاملة للاستراتيجية المتبعة؛ مراجعة إن لم تسارع لها الولايات المتحدة فستدخل في حلقة مفرغة من التوسع في المواجهة والهدن المتكررة التي ستمتد أشهرا، إن لم يكن سنوات، من الاستنزاف والانهيار في نفوذها ومكانتها الدولية.

السبيل

مواضيع قد تهمك