عبدالله المجالي

في معرض رفضه لأي وجود للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة بعد انتهاء العدوان، يقول الإرهابي نتنياهو إنه "لن يسمح مرة أخرى ببيئة يربى فيها أبناء الفلسطينيين على ثقافة القضاء على إسرائيل"!!

هذا الصلف وهذا التمادي يمر كالعادة لدى النظام الرسمي العربي والعالمي مرور الكرام، رغم أن دلالاته تمر عبر العنصرية والفوقية وتجاهل القانون الدولي والالتزامات الدولية مرورا بتجاهل اتفاقات أوسلو وكل العهود والتعهدات الصهيونية، وصولا إلى أن الفلسطينيين لا يستحقون أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، ولا بد من إشراف عليهم يقوم به "شعب الله المختار"!!

ناهيك أن تصريحات كريهة كهذه لا بد أن يتلقفها الفلسطينيون بعناية تامة؛ فلا حماس وأنصارها بعقيدتها المقاومة، ولا السلطة بعقيدتها السلمية، ولا فتح بعقيدتها المختلطة مقبولة لدى هذا الكيان الصهيوني؛ وحتى ذاك الفلسطيني العميل الذي يتخلى عن حريته وكرامته وأرضه، وإن كان مقبولا لديهم لكنه سيظل منبوذا عندهم.

يريد نتنياهو الإشراف على تربية الفلسطينيين!! هذه ليست نكتة، وليست فكرة عابرة في رأس ذاك الإرهابي، بل هي استراتيجية صهيونية أمريكية غربية هادئة ناعمة انبثق عنها خطط وسياسات ومراكز دراسات ومؤسسات وتمويل ضخم، ولها مسوقون ومنفذون يلبسون لباسنا ويتحدثون لغتنا.

السبيل