شريط الأخبار

حراك أردني رائع ترفع له القبعات

حراك أردني رائع ترفع له القبعات
كرمالكم :  

عبدالله المجالي

بحمد الله تعالى نملك في هذا البلد حرية تتيح للشعب التعبير عن رأيه في القضايا الكبرى التي تهم الأمة، وهذه الحرية تنعكس حراكا في الشارع، كبيرا أو صغيرا، وتضامنا وتعاطفا في وجدان غالبية الأردنيين مع قضايا الأمة.

لا أبالغ إن قلت إن حراك الشعب الأردني وتعبيره عن رأيه يعكس ضمير الأمة وضمير شعوب عربية قد لا تملك ذات مساحة الحرية التي نملكها، ولا أبالغ إن قلت إن الحراك الأردني يشكل بوصلة للرأي العام العربي.

لم يقتصر حراك الأردنيين وتضامنهم مع القضية الفلسطينية، بل كان حاضرا ومتفاعلا مع كل قضايا الأمة، فقد تحرك الشعب الأردني متضامنا بشكل واسع مع الشعب العراقي ضد العدوان الأمريكي عام 1990، وتفاعل مع مأساة الشعب البوسني في عام 1992، ومع الشعب الشيشاني ضد الغزو الروسي عام 1994 و1999، ومع الشعب الأفغاني ضد العدوان الأمريكي عام 2001، ومع الشعب العراقي ضد العدوان الأمريكي عام 2003.

أما عن الحراك الأردني الواسع المتضامن مع الشعب الفلسطيني ومع معاناة أهلنا في غزة، والداعم للمقاومة، فهو امتداد للحراك والمواقف الأردنية تجاه القضية الفلسطينية منذ بواكيرها في عشرينيات القرن الماضي، وهو امتداد لمواقف العز والكرامة وبطولات وتضحيات الجيش العربي على أسوار القدس في عام 1948، وأرتال المجاهدين من أبناء العشائر الذين رووا تراب فلسطين وبيت المقدس بدمائهم.

هو حراك ممتد من معركة الكرامة وبطولات اللواء 40 من الجيش العربي على أرض الجولان في حرب 1973.

هو امتداد للحراك والتضامن والدعم الواسع للشعب الفلسطيني في انتفاضة الحجارة عام 1987، والحراك الغاضب على مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، والداعم لانتفاضة العمليات الاستشهادية في التسعينيات من القرن الماضي، وحراك التضامن مع انتفاضة الأقصى عام 2000.

وهو امتداد لحراك الشعب الأردني وتضامنه مع غزة في كل حروبها وندوبها في 2008 و2012 و2014.

كما أنه امتداد للحراك الرائع رفضا لكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، ورفضا لكل ما يمس المسجد الأقصى، ورفضا لصفقة القرن، وأخيرا وليس آخرا هو امتداد للتضامن الواسع مع المقاومة التي شنت عملية "سيف القدس" عام 2021.

لذلك فالحراك المستمر منذ أكثر من 100 يوم ليس حالة خاصة، ولا هو غريب على الشعب الأردني بكافة أطيافه، كما أنه ليس غريبا على الأحزاب الأردنية والحركة الإسلامية بالذات التي شاركت في كل تلك الحراكات، ومعه تبدو بعض الأسئلة عن أهداف الحراك أو أهداف الحركة الإسلامية منه ليست في مكانها، وعلى الحركة أن لا تنشغل بها، فالقضية أكبر من ذلك بكثير.

السبيل

مواضيع قد تهمك