المحامي محمد الصبيحي
يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ يدرك تراجع فرصته في ولاية رئاسة ثانية ، وانه اذا ما بقي الوضع في الشرق الأوسط على ما هو عليه فسيغادر منصبه مثقلا باتهامات سياسية واخلاقية إنسانية حول ما جرى في غزة ستلاحقه حتى نهاية حياته.
وقد بدأ يدرك أيضا أن الخروج من عنق الزجاجة الانتخابي والتخلص من اوزار الجريمة الإسرائيلية في غزة يكمن في تحقيق نصر تاريخي نحو السلام مثل ذلك الذي سجله الرئيس جيمي كارتر يوم ١٧ سبتمبر ١٩٧٨ حين وقع الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن اتفاق السلام في كامب ديفيد ، ومن هنا فإن بايدن يرى الآن أن فرصة إسرائيل في تحقيق نصر عسكري حاسم قد تلاشت ليس في غزة فحسب وإنما في اي حرب قادمة في المنطقة ولذا فإن فرصة تاريخية تلوح في الافق لتحقيق سلام على مبدأ حل الدولتين يحقق لإسرائيل والغرب كله عدة أهداف استراتيجية بحجر واحد وهي :
أولا: تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين يضمن بقاء المنطقة كلها تحت مظلة أمريكا ، وقطع الطريق على اي نفوذ صيني أو روسي .
ثانيا: أن تحقيق السلام المقصود يعني عزل إيران عن قضايا المنطقة وانتهاء دور حزب اللبناني ومبررات وجوده .
ثالثا: السلام الذي تريده أمريكا سيفتح الباب واسعا لنمو اقتصادي ضخم ويتيح انضمام دول إسلامية كبرى مثل ماليزيا وإندونيسيا وباكستان بالإضافة إلى العرب والإسرائيليين لتكوين منظومة اقتصادية كبرى مع الولايات المتحدة وأوروبا تكون قادرة على عزل المارد الصيني اقتصاديا .
لكن السؤال
الذي يطرح نفسه كيف يمكن تحقيق حل الدولتين بدون تضحيات وتغييرات دراماتيكية ويبدو
أن أول من ستفكر أمريكا بالتضحية به هو نتنياهو وحكومة اليمين
أولا ثم سلطة رام الله ثانيا من اجل ضع شريك سلام قوي ومقبول على طرفي طاولة المفاوضات .
على الطرف الفلسطيني يمكن إيجاد الشريك بسهوله إنما المعضلة الكبرى ستكون في وجود شريك اسرائيلي متحرر من نبوءات وخرافات التوراتيين.
محاولة الرئيس بايدن وإدارته للإمساك بالفرصة التاريخية تشبه تماما محاولة الفوز على إيران والصين وروسيا بالركلات الترجيحية على ملعب الشرق الأوسط.