شريط الأخبار

الرأي العام العالمي لن يحل قضية فلسطين ولن ينقذ غزة

الرأي العام العالمي لن يحل قضية فلسطين ولن ينقذ غزة
كرمالكم :  

جمال أبو حسان

حين يتخلى المسلمون عن دين الله تعالى تتقاذفهم الأمواج، ويصبحون من الشعوب الذليلة التي لا يحسب وجودها في العالم إلا لأجل تحقيق مصالح الآخرين، وتكون منزلتهم أمام دول العالم منزلة الشحادين في دنيا الناس.

ودنيا الناس اليوم تتحكم فيها دول الاستعمار الكبيرة، وهذه الدول تعمل بالدرجة الأولى لصالحها بدون النظر إلى ما تريده الشعوب، لكنهم يحاولون إرضاء هذه الشعوب بمنحهم بعض الحريات التي يتطلبها الجمهور، وهذه الحريات لا تؤثر كثيرا في سياسات تلك الدول كما هو مشاهد اليوم في العالم.

والعرب بالدرجة الأولى دولهم تخلت عن منهج الله تعالى في الحكم وإدارة الحياة بكل صنوفها، وتم بلعهم للطعم المعد خصيصا لتمزيقهم وتشتيتهم، وجعلهم فرقا متناحرة لا ينصر بعضهم بعضا، إلا في حال أن يتقاتلوا مع بعضهم، فإنهم يتحزبون ويتجمعون لإعلان الحرب التي تطحن أفرادهم حتى لا يفكروا في أمر الوحدة بينهم، وأقرب مثال على هذا ما يحدث في السودان من مذابح وتدمير وتهجير والأمة العربية من محيطها إلى خليجها كما كان يقول الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله:( ودن من طين وودن من عجين).

واليوم تم اقناع العالم العربي عبر النخب الفكرية والسياسية فيه إلى أن الرأي العام العالمي سينقذ غزة من فتك أمريكا وحلفائها مع اليهود المجرمين، وصدّق العرب هذه الخدعة، وصارت النخب بكل أنواعها تمجد في المظاهرات العالمية في أمكنة كثيرة منها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول الاستعمار المقيت، وقعدوا عن نصرة إخوانهم الذين يقتلون تحت سمعهم وأبصارهم، دون أن يقدموا لهم شيئا نافعا، يخفف عنهم وقع هذه الجرائم، سوى أنهم تفننوا في الصراخ والعويل، وهذا الصراخ والعويل لن يغير في واقع إخواننا المعذبين في الأرض شيئا، فهذه المظاهرات ملأت الدنيا وتقهقرت في بلدان العرب، فهل غيرت شيئا ذا بال في حقيقة الصراع؟ وهذه الدول العربية منذ عام 1948م أو حتى ما قبله اكتفوا بالمطالبات الكلامية وفي ذات الوقت تقوم الدولة الصهيونية بكامل الاستعدادات الحربية وتكديس الذخائر والقنابل التي انهالت عليها من الدول المناوئة للإسلام ومن بعض الدول التي تتظاهر بعدم مناوءة الاسلام ومن الدول المخالفة لسياساتها، من أجل الاحتفاظ بكل ذلك لقتل الفلسطينيين وإخراجهم من بلاد الإسلام، ومنع على العرب التسلح إلا بالسلاح الذي يكفي لقمع المظاهرات داخل بلدانهم.

وعلى العرب أولا ان يقتنعوا بأن قضية فلسطين برمتها لن تحلها الدول الاستعمارية لأنها في الأصل هي من فعل مشكلتها، ولن تحلها المنظمات الدولية او العالمية التي تنتشر في كل مكان، وعليهم ان يتيقنوا بأن الدول الاستعمارية ومن لف لفها لن تقبل بإقامة دولة فلسطينية على أي جزء من فلسطين، لان قبول دولة ذات سيادة في فلسطين معناه انهاء المشروع الصهيوني في فلسطين وهذا ما لن يسمح به الغرب الآن، لأنه ببساطة تحرير فلسطين أو إقامة دولة ذات سيادة معناه الأول أنها السيطرة الغربية على العالم، وعودة الناس تدريجيا إلى دينهم، وتفتت القوى العالمية التي لا تريد شيئا من ذلك أن يحدث، وعلى العرب ان يتيقنوا أولا أن الدول العربية الممزقة والمتفرقة لا يمكن ان تستعيد فلسطين او تنصر الإسلام والمسلمين، وأنه ليس من سبيل أمام الشعوب العربية أولا إلا السعي نحو العودة لتحكيم الإسلام في كل شؤون حياتهم والعمل الدائب الجاد على تحقيق الوحدة العربية التي ستكون الطريق الأمثل نحو وحدة المسلمين وتشكيل قوة إسلامية يهابها الصغير قبل الكبير، ولنا في مآثر التاريخ نماذج تحفزنا على امتلاك القوة التي تخيف اعداءنا، فهذا ملك الروم لما ضايقه خالد بن الوليد قام واستنجد بملك الصين فرد عليه قائلا: "إنه جيش خالد الذي لا يمكن مقاومته لأنه جيش لو أراد قلع الجبال لقلعها" وهذا الذي يجب ان يتيقنه كل عربي أولا أنه لا مجال لنا إلا بالعودة إلى الإسلام والتعاون في إقامة وحدة عربية تكون نواة للوحدة الإسلامية، وبغير ذلك لا داعي لإراقة الدموع والدعاء بالويل والثبور.

اللهم هل بلغت؟ اللهم فاشهد، تلك نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور.

السبيل

مواضيع قد تهمك