لا شك في أن الإنتاج السوري الدرامي
استعاد هذا الموسم بعضاً من بريقه المألوف، حيث تتنافس بعض المسلسلات السورية بقوة
ضمن السباق الرمضاني تاركة أثراً كبيراً لدى المشاهدين الذين يتابعون أحداثها بشغف
واهتمام.
ولعل نجومية أبطال الأعمال السورية قد فرضوا هذا العام واقعاً خاصاً محبباً للجمهور، ما يجعلهم "تريند" متفوقين على غيرهم ضمن موسم رمضان 2024، من خلال مصطلحات مرّت بين المشاهد لاقت رواجاً كبير عبر المنصات وأصبح متداولة إلى حد كبير بين المشاهدين.
فقد أكد الناقد الفني عامر فؤاد عامر أن من أهم مميزات الموسم الرمضاني هذا العام مقارنة بالمواسم السابقة، ازدياد عدد الأعمال السورية الصرفة وتنوعها وتحسن نوعيتها.
وأضاف أن هذا العام شهد غياباً
للمسلسلات التاريخية، مع وجود مسلسل كوميدي وحيد و4 أعمال من البيئة الشامية وهو
عدد أقل من المواسم السابقة.
أما ما تبقى وهو العدد الأكبر، فكان من نصيب المسلسلات الاجتماعية التي تحاكي الواقع القريب، وتحمل نوعاً من التشويق، وهناك أيضاً أعمال الدراما المشتركة السورية-اللبنانية التي لها متابعة قوية.
وعن الأعمال الأكثر مشاهدة، لفت الناقد الفني في حديثه مع "العربية.نت" إلى أن ترتيب الأعمال الأكثر مشاهدة في سوريا جاء: مسلسل تاج، ولاد بديعة، واغمض عينيك، إذ تفاعل الشارع إلى حد كبير مع أحداثها حتى وصل صداها مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أوضح أن اهتمام الجمهور بهذه المسلسلات الثلاثة يعود لعدة أسباب، فمسلسل تاج اعتمد على العناية بالصورة والحكاية، والإنتاج الضخم، الذي قدّم نموذجاً يوازي الصورة العالمية، حتى أنه نمط الإخراج مستوحى بالشكل الكلي من الهوليوود، ومنهجه مأخؤذ بشكل واضح ومباشر من السينما الأميركية، إضافة إلى بطل العمل النجم تيم حسن الذي أضفى زيادة له إلى حد كبير.
ومن بين الأعمال الأكثر جدلاً "ولاد بديعة" من إخراج رشا شربتجي، الذي يحاكي الواقع السوري ولكن بين 3 أزمنة، مع عناصر قوية منها مشاهد صعبة سرقت المتفرج، إضافة للصورة المميّزة وإدارة التصوير التي أضفت ميزات هامة.
أما "اغمض عينيك" للمخرج مؤمن الملا، فرأى أن هذا العمل يحمل قصة قريبة من الجمهور، ترك فيها الصناع المتلقي ليتأمل في نفسه أكثر، خصوصا وأن االعمل يطرح مجموعة من الأسئلة القريبة للذات مع دعوة للتأمل وقصة اجتماعية لطيفة تم تقديمها بصورة مريحة وقريبة للناس.
في حين تتقاطع إلى حد ما أفكار مسلسل "أولاد بديعة" مع أحداث مسلسل "مال القبان" الذي تم إنتاجه العام الماضي، لكنه يعرض هذا الموسم، وهو لنفس الكاتبين يامن حجلي وعلي وجيه، من حيث طريقة معالجة الحكاية والبنية والشخصيات بشكل كبير، ما أثار جدلاً.
رغم ذلك، اعتبر الناقد الفني أن الإنتاج الدرامي السوري ما زال ضعيفاً ويتجه نحو فكرة التسويق والأرباح، لافتا إلى أن فكرة الابتعاد عن دراما البيئة الشامية والتوجه إلى قضايا الناس والمواضيع الاجتماعية التي نجحت فيها الدراما السورية في السابق فكرة جيدة إلى حد كبير.
بدوره، تحدث السيناريست فادي حسين عن أعمال هذا العام، وقال لـ "العربية.نت"، إن الأعمال التي تلاقي رواجاً لدى المشاهد السوري هي الأعمال التي تتناول في موضوعاتها همومهم ولا تقفز فوق مشاكلهم وتنحاز لأوجاعهم.
وأضاف أن "المشاهد السوري مشاهد مثقف وواعٍ، لكن الظروف الأليمة والحرب التي طالت البلاد خلال السنوات الماضية غيّرت من اهتماماته بسبب انشغاله بتأمين قوت عائلته، حتى أصبحت مشاهدة الدراما التلفزيونية تقتصر على فئة اليافعين بالدرجة الأولى.
أعمال متنوعة
يذكر أن نجوم الدراما السورية يتنافسون بشكل قوي هذا العام بأعمال متنوعة، من خلال "تاج" الذي يحاكي فترة الانتداب الفرنسي في سوريا، و"ولاد بديعة" وصراع الأولاد الأربعة وحياتهم المليئة بالأسرار، و"العربجي 2"، وما يحمله من ثأر وتحالفات جديدة في سياق درامي، و"كسر عضم 2" ومشاهده التشويقية و"مال القبان" وقصته التي تدور في إطار إجتماعي معاصر عن المال والبنون.
وأيضا هناك مسلسل "نظرة حب"وهو حكاية رومانسية، يسيطر الغموض والتشويق على أحداثها، ويؤججها الصراع على الحب وغيرها من الأعمال المشتركة مع الدراما اللبنانية مثل "ع أمل" و"2024".