فايز شبيكات الدعجه
انهمك المنافقون بتعزيه عطوفة رئيس هيئة الاوراق العامه بوفاة المرحوم ابن خال جوز بنت عمه .
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي وخيم عليها حزن شديد، وتباكى
المتملقون، وامعنوا بذرف الدمع الالكتروني.. قالوا ان عطوفته اخ وصديق، عزيز
وغالي، وقالوا ايضا انه قامه ورقية كبيره.
تقاطروا عند القبر، والتفوا حول الجثمان ثم تدافعوا على بيت العزاء..
أتوا اليه من كل فج عميق.
لم يكتفوا بالمصافحة وقبلوه تقبيلا ليقتربوا اليه زلفى ، شدوا على
يده وقالوا مصابنا واحد، وتموضعوا في بيت العزاء على مدى ثلاثة ايام، وقد راق
لعطوفته مهرجان الموت المهيب، وهذا الحجم الهائل من التفاعل والاهتمام.
بعد قليل أحيل للتقاعد فتلاشت على
الفور شخصيته الوظيفية، ومباشره مات اخوه.
وقياسا على ما جرى في المناسبه
السابقه، وما شاهده من طوفان التعازي، فقد قرر مواجهة جموع المعزين بما يليق من
التقدير والاحترام، واستعد لاتمام طقوس الوفاة أيما استعداد، واهلك مالا لُبدا في التجهيز ، واستنفر نفسه
لاستقبال موجبات هذا الحدث الطاريء، واضعا امكانياته في حالة تأهب قصوى .
صاله خمسة نجوم ذات أرائك فاخرة لتقبل العزاء، ومناسف باذخة بالمئات
تعلوها اكوام اللحوم، وقهوة عربية فاخره على مدى ثلاثة ايام. وتمور من نوع خاص.
لكنه سرعان ما بادر وتبرع بأغلب طعام اليوم الاول للجمعيات
الخيرية، والغى حجوزات ومناسف اليومين التاليين لندرة الحضور.
وتلافيا للحرج، وتوفيرا للمال، نقل العزاء لمنزله، ومرت المناسبه كأنها لم تكن. واقتصر الحضور على الاقارب والجيران وقليل من المعارف والاصدقاء. وكان ثمة اتصالات هاتفية والكترونية متضائلة، بشكل عام كانت تعزية خجوله بحجم شخصية عطوفته الذاتية وغاب معزوا شخصيته الوظيفية واختفي السحيجه وانفض من حوله المنافقون.