شريط الأخبار

مجدداً .. اقتصاديات «الارجيلة»

مجدداً .. اقتصاديات «الارجيلة»
كرمالكم :  

عصام قضماني

لا يحتاج السماح او منع تقديم «الارجيلة» أو التدخين في المطاعم والمقاهي والفنادق كل هذه الضجة؛ كل ما يحتاجه الامر هو تنظيمها على قاعدة «لا ضرر ولا ضرار».

اذكر هنا ان ايرادات الخزينة من ضرائب الدخان والمعسل تناهز المليار دينار سنويا ولا اظن ان وزير المالية سيكون سعيدا باجراءات من شأنها تجفيف هذا المورد لكن بلا شك سيكون المجتمع سعيدا ان تم تنظيم هذا القطاع على أسس واضحة ومحددة بتحديد اماكن خاصة لها ومواقع خاصة لها في المطاعم والمقاهي والفنادق والشوارع وغيرها لا يدخلها غير المدخن ولا يسمح للاطفال الدوران واللعب حولها.

التنظيم يا سادة هو ما ينهي الفوضى ويرضي جميع الاطراف.

لم تكن اوروبا ولا شرق آسيا تعرف الارجيلة لكنها عرفتها ووجدت انها مرغوبة فعجلت بتنظيم تقديمها وفق قوانين الصحة ذاتها وهي الاكثر تشددا فيها.

قانون الصحة العامة يخرجه الوزير المختص متى شاء ويعيده الى الأدراج متى شاء أيضاً, وإن لم تجد لجان التفتيش مخالفة تلجأ إليه وهكذا..!

إن كان وزير الصحة مدخناً فهو يتغاضى وإن كان كارهاً للتدخين فهو يتشدد, والمزاجية في تطبيق القوانين لا تنطبق على مثل هذا القانون الذي يحتاج إلى تنقيح, بل ثمة قوانين عدة تخضع لذات المزاجية في التطبيق.

خذ الأرجيلة مثالاً وهي سلعة تشهد إقبالاً كثيفاً بين جمهور المستهلكين, وتقوم عليها اقتصاديات المقاهي والمطاعم والفنادق, يحظرها الوزير المختص كما يروق له ويسمح بها كما يروق له, فمرة يسمح بها في الهواء الطلق ومرة في الأماكن المفتوحة وثالثة في الأماكن المغلقة إذا توافرت شافطات هواء وتكييف ممتاز.

هذه الحيرة وهذا الارباك ينتهي بمجرد وضع نظام واضح يلتزم به الجميع ومن لا يفعل يتكبد غرامات ثقيلة.

مقاه ومطاعم أغلقت أبوابها بسبب حظر الأرجيلة, وماذا سيطلب السائح الخليجي وحتى الاجنبي في المقهى غير الأرجيلة!.

رخص الأرجيلة موقوفة, وفي الأردن نحو 400 رخصة, تناهز أسعارها 60 إلى 100 ألف دينار, هذا المنع خلق سوقاً سوداء, وولد شكلاً من الاحتكار غير المرغوب, تحرير تراخيص تقديم الأرجيلة يقطع دابر الاحتكار والإتجار بالرخص, وأعرف شخصياً مقاهي ذات أسماء تجارية لامعة ارتدت عن الاستثمار في الأردن بسبب منع ترخيص تقديم الأرجيلة.

لا أعرف عدد العاملين فيها لكن مهناً عدة تقوم على هذه السلعة, ورواج سياحة المقاهي والمطاعم والفنادق تقوم في جزء كبير عليها.

إذا ذهبتم إلى عواصم في أوروبا تجدون المقاهي الفاخرة تقدم الأرجيلة حتى السائح الأجنبي عندما يحط في عمان أول ما يفعله هو الذهاب إلى مقهى قريب لتدخين نفس أرجيلة.

التنظيم اولا ومن دون ضجة وبتوافق ثم التشدد!

الرأي

مواضيع قد تهمك