كشف تقارير صحفية غربية تفاصيل جديدة عن الترتيبات المتعلقة بمغادرة الرئيس السوري السابق بشار الأسد بلاده، تزامنا مع وصول فصائل المعارضة المسلحة إلى دمشق.
وحسب مصادر في الكرملين تحدثت لوكالة "بلومبرغ" الإخبارية، فإن روسيا رتبت لمغادرة الأسد عبر قاعدة جوية روسية، مع تقدم المعارضة نحو دمشق.
وكانت موسكو "تخشى على حليفها القديم، وأقنعته بأنه سيخسر الهجوم الخاطف الذي قادته هيئة تحرير الشام".
وقالت 3 مصادر مطلعة على الأمر لم يتم الكشف عن هويتها لـ"بلومبرغ"، إن الكرملين عرض على الأسد وعائلته ممرا آمنا إذا غادر على الفور، وهو ما حدث بالفعل.
وقالت المصادر إن الاستخبارات الروسية نسقت عملية المغادرة، حيث رحل الأسد إلى موسكو من قاعدة حميميم الجوية الروسية على الساحل السوري.
وأتت هذه الرحلة بعدما غادر الأسد دمشق على متن طائرة خاصة، من دون أن يخبر أيا من مستشاريه "خوفا من الخيانة"، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وتوجهت طائرة الأسد إلى قاعدة حميميم، ومنها إلى موسكو على متن طائرة عسكرية روسية.
غضب بوتين
ولا ينوي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابلة الأسد في موسكو، وفقا للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الذي رفض الإفصاح عن مكان وجود الرئيس السوري السابق.
وقال بيسكوف لوسائل الإعلام الروسية: "لا يوجد مثل هذا الاجتماع في الجدول الرسمي للرئيس، وليس لدينا ما نقوله عن مكان وجود الأسد".
ولم تصدر موسكو أي تعليقات رسمية بعد حول انهيار حكم الأسد، الذي قيل إنه "أغضب بوتين".
وقال مصدر مقرب من الكرملين لـ"بلومبرغ"، إن الرئيس الروسي "طلب معلومات عن سبب عدم استشراف الاستخبارات الروسية تهديد هيئة تحرير الشام لنظام الأسد في وقت أبكر".
ويأتي سقوط النظام السوري بعد سنوات من الدعم المالي والعسكري الروسي الضخم في الحرب السورية.
وكانت تقارير صحفية روسية أشارت في وقت سابق إلى أن الكرملين منح الأسد وعائلته حق اللجوء السياسي "بشروط إنسانية".
وقالت وزارة الخارجية الروسية لشبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأميركية، إن "أمن الأسد داخل روسيا يظهر أن الأخيرة تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذا الموقف الاستثنائي".
وقال عسكريون روس لـ"بلومبرغ"، إن سبب مساعدة روسيا للأسد على الفرار "كان قائما على مخاوف بشأن قواعدها العسكرية في المنطقة، وهي القواعد الوحيدة للبلاد خارج الأراضي السوفيتية السابقة".
وأفاد تقرير لموقع "بيزنس إنسايدر"، الإثنين، أن موسكو سحبت سفنها الحربية من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس على الساحل السوري بعد فرار الأسد، بينما لم يسحب الجيش الروسي قواته بالكامل من سوريا بعد.
سكاي نيوز