وجهت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رسائل سريّة إلى قوى المعارضة السورية وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام»، لتحذيرها من التعاون مع «داعش» وغيرها من الجماعات الإرهابية، غداة إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتدمر مخزونات الأسلحة الكيماوية وتحمي حقوق الأقليات والنساء.
وأوفد الرئيس بايدن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط، في سياق جهود منسقة للعمل مع المجموعات السورية والشركاء الإقليميين لضمان حصول عملية انتقالية سلسة بعد خلع حكم الأسد.
وفي بيانها
حول الزيارة، لم توضح وزارة الخارجية الأميركية من هي المجموعات السورية المقصودة،
علماً أنها لم تستبعد إجراء محادثات مع «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً)
بقيادة أحمد الشرع، الذي كان معروفاً بكنيته «أبو محمد الجولاني» على رغم تصنيفها منظمة
إرهابية على لوائح الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وانهارت حكومة الأسد خلال عطلة نهاية الأسبوع تحت وطأة هجوم صاعق قادته «هيئة تحرير الشام» التي تصنفها الولايات المتحدة منذ عام 2018 «منظمة إرهابية أجنبية».
وتشمل زيارة بلينكن تركيا، التي كانت وسيطاً في الرسائل السريّة المتبادلة ونقلت لإدارة بايدن أن لا نيّة لدى هذه الهيئة للسماح بنشاطات لـ«داعش» في سوريا ما بعد الأسد. ولم تعارض «هيئة تحرير الشام» الضربات العسكرية الواسعة النطاق التي تنفذها القوات الأميركية ضد «داعش» لمنعها من استغلال حالة الفوضى والظهور مرة أخرى بوصفها تهديداً دولياً.
عملية شاملة
وقبل بدء زيارته التي تشمل أيضاً الأردن وإسرائيل، قال بلينكن في بيان، إن السوريين يجب أن يقرروا مستقبلهم وإن الدول الأخرى يجب أن «تدعم عملية شاملة وشفافة» من دون أن تتدخل في الشأن الداخلي السوري، مؤكداً أن بلاده «ستعترف وتدعم بشكل كامل حكومة سوريا المستقبلية التي تنتج عن هذه العملية». وأضاف: «نحن على استعداد لتقديم كل الدعم المناسب لجميع المجتمعات والدوائر الانتخابية المتنوعة في سوريا».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، في بيان، إن كبير الدبلوماسيين الأميركيين «سيؤكد دعم الولايات المتحدة للانتقال الشامل بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة وممثلة» للشعب السوري. وأضاف أنه «سيناقش الحاجة إلى عملية انتقالية وحكومة جديدة في سوريا تحترم حقوق الأقليات»، كما سيدفع من أجل فتح قنوات للمساعدات الإنسانية، وتأمين وتدمير مخزونات الأسلحة الكيماوية.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية، إنها ستراجع تصنيف «هيئة تحرير الشام» إذا اتخذت خطوات لعكس أسباب ذلك، مؤكدة أن لوائح الإرهاب نفسها لا تحظر المناقشات بين أعضاء هذه الجماعة والمسؤولين الأميركيين.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مساعد في الكونغرس الأميركي، أن بعض المشرعين يضغطون للنظر في رفع العقوبات الأميركية على سوريا، بما في ذلك «هيئة تحرير الشام» مقابل تلبيتها لمطالب أميركية معينة.
وكذلك يرسل بايدن مستشار الأمن القومي جايك سوليفان إلى إسرائيل هذا الأسبوع، لإجراء محادثات مع نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين حول الوضع في سوريا والجهود الجارية لوقف النار في غزة.