شريط الأخبار

كي لا تضيع الحكاية.. أرشيف (سري جداً وسري للغاية).. أين ذهبت الوثائق السورية؟

كي لا تضيع الحكاية.. أرشيف (سري جداً وسري للغاية).. أين ذهبت الوثائق السورية؟
كرمالكم :  

المهندس سليم البطاينه

تقول صحيفة GIVORADA international التي تصدر في جبل طارق، والتي نشرتها ايضاً الصحيفة البرتغالية ALVORADA : بينما كان السوريون منشغلين بفرحتهم بسقوط نظام عائلة الاسد، كانت هناك وحدات خاصة غير معروفة مهمتها البحث عن الوثائق التي تركها النظام السابق في مقرات الامن وسراديب قصور عائلة الاسد أو في السجون؛ مثل ( وثائق أمنية ووثائق حزب البعث، والأرشيف اليهودي في سوريا، وملف السجون، وقطع أثرية معينة، وخرائط ومخطوطات ومخططات ووثائق سمعية وبصرية، وتسجيلات صوتية، وافلام وصور فوتوغرافية، والكثير من الوثائق الورقية المخفية.

نصف قرن وأكثر من حكم العائلة الأسدية، وقبل ذلك أرشيف الدولة السورية قبل وصول حافظ الأسد الى سدة الحكم في سوريا، وكمٌّ هائل من المواد المكتوبة والمؤرشفة لا يمكن تجاهلها! ولا يمكن حصرها فقط في ملف المعتقلين والمفقودين، فهناك وثائق عديدة سياسية وأمنية واجتماعية تخص الأقليات الدينية والعرقية، والطبقات الفقيرة التي تم تهميشها وطمسها من الذاكرة التاريخيةً والجماعات التي كانت في صراع مع السلطة، كلها تُشكل منجماً ثميناً للمعلومات، وهذا بالتأكيد يحتاج الى هيكل امني واستخباري وعسكري ضخم.

اكبر الوثائق حجماً تتعلق بلبنان والتي برأيي تحوز الجانب الاكبر من تلك الارشيفات ( الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، واغتيال الحريري، وانفجار مرفأ بيروت، إلخ )، وملف الانقلابات العسكرية السورية، وملف ارشيف الوحدة مع مصر، والمراسلات الأمنية المتعلقة بالإخوان المسلمين في سوريا ودول الجوار، ومحضر لقاء حسني الزعيم مع الملك فاروق عام 1949، وملف الأسلحة الكيماوية واستخدامها ضد المدنيين السوريين المعارضين ! وملف مذبحة حماة وقصف المدينة بالطائرات الحربية، وعلاقات سوريا مع روسيا وايران وملف الأكراد، وملف حفر الباطن، والقيادات اللبنانية ( المسيحية والدرزية والشيعية ) واغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط في 1977، وملف تفجير مقر مشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983 تشرين الأول.

الأرشيف جزء من التصحيح المنهجي لكتابة التاريخ، وجزء من الديناميكيات الأوسع لتشكيل الهوية الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية كأداة في الدعاوي القضائية لبناء السردية، والأرشيف والوثائق السورية لا تخص عائلة الاسد والشبكات المرتبطة بهما، بل هي ملك للدولة السورية والشعب السوري! فهو أرشيف يمتد إلى كامل حياة الدولة السورية لأكثر من قرن من الزمان ويتعلق بمسائل سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية.

وأخيراً، أنا على قناعة ان ملف النظام السوري السابق في حال انتقاله إلى المحاكم والمحافل الدولية سيكون أكثر بكثير من محاكمات (نوربيرغ  الشهيرة ضد قادة وزعماء النازية في المانيا.

راي اليوم

مواضيع قد تهمك