شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، غارات على ميناءي الحديدة والصليف في اليمن، بعد أيام من تحذيرات بإخلائهما في أعقاب تكثيف الحوثيين هجماتهم ضد إسرائيل، فيما توعّد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، بملاحقة زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي وقتله. من جهته، توعّد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمزيد من الضربات في اليمن، وقال نتنياهو في بيان مصوّر: "نجح طيارونا الآن في توجيه ضربات جديدة لمنفذين (..) تابعين للحوثيين. هذا استمرار، وهناك المزيد"، محذراً: "لسنا مستعدين للوقوف مكتوفي الأيدي وترك الحوثيين يهاجموننا. سنضربهم بقوة أكبر، بما في ذلك قيادتهم وجميع البنى التحتية التي تسمح لهم بضربنا".
وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين في أخبار عاجلة على قناتها على "تليغرام": "عدوان إسرائيلي على ميناءي الصليف والحديدة"، في حين قالت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر أمني، إن أكثر من 10 مقاتلات حربية شاركت في الهجوم على ميناءي الحديدة والصليف، إضافة إلى استخدام عشرات الذخائر. في الأثناء، أكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، أنذه هاجم بُنى تحتية تابعة للحوثيين في ميناءَي الحديدة والصليف، زاعماً أنه يجري استخدام الموانئ لنقل وسائل قتالية، وأشار إلى أن الهجمات تضاف إلى ضربات سابقة نفذها جيش الاحتلال في مطار صنعاء المركزي الأسبوع الماضي وضربات أخرى استهدفت هذه الموانئ.
وأفاد سكان محليون لـ"العربي الجديد" بتصاعد ألسنة اللهب من ميناء الحديدة عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متفرقة فيه. ويعد ميناء الحديدة الميناء الرئيسي للمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. وأكد السكان أن انفجارات عنيفة سمعت في أرجاء مدينة الحديدة تزامنت مع قصف الميناء الذي جرى استهدافه بعدة غارات. ويعد هذا الهجوم هو الثامن من نوعه على مناطق سيطرة جماعة الحوثيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والثالث خلال الشهرين الماضيين، بعد تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
من جانبه، اعتبر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثيين، نصر الدين عامر، "التصريحات المزدحمة والمرتبكة لقيادات العصابات الصهيونية تجاه اليمن لا تدلّ إلّا على حالة من العجز والفشل أمام العمليات اليمنية واعتراف بفاعليتها وتأثيرها المتصاعد عليهم"، وعدها أيضاً في منشور على حسابه بمنصة "إكس" محاولة لـ"التغطية على حالة الخذلان التي يشعر بها الاحتلال الإسرائيلي بعد فشل الجيش الأميركي في عدوانه على اليمن وقراره الهروب والتخلي عنهم"، على حدّ تعبيره، وتابع "لا يتصوّر إطلاقاً الصهاينة أن يصعّدوا العدوان على غزة ولا يقابَل ذلك بتصعيد" من جانب الحوثيين.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد طلب الأحد الماضي، إخلاء موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف اليمنية، قائلاً، في بيان، إنّ جماعة أنصار الله (الحوثيين) تستفيد من هذه الموانئ. وعقب ذلك تداولت وسائل إعلام يمنية وعربية شنّ غارات على الموانئ اليمنية، إلّا أن الحوثيين نفوا حصول أي غارات إسرائيلية.
وتوعدت جماعة الحوثيين في اليمن، مساء الخميس، بتوسيع عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد وقت وجيز من استهدافها مطار بن غوريون في تل أبيب للمرة الخامسة خلال أسبوع، كما سبق ذلك إعلان زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، الخميس، أن جماعته ستواصل فرض ما أسماه "حظراً جوياً على العدو الإسرائيلي"، مضيفاً، في خطاب بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، أن "عمليات الإسناد من اليمن بلغت في هذا الأسبوع 9 عمليات بصواريخ فرط صوتية وباليستية وطائرات مسيّرة"، وقال إن "من أهم عمليات هذا الأسبوع العمليات باتجاه مطار اللد (بن غوريون) في إطار العمل المستمر الهادف إلى فرض حظر جوي على العدو الإسرائيلي".
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد شنّ الأسبوع الماضي غارات جوية عنيفة استهدفت مطار صنعاء الدولي ومحطات توليد كهرباء في مناطق حزيز وذهبان وعصر، إلى جانب مصنع للإسمنت في محافظة عمران، وذلك رداً على هجمات سابقة استهدفت مطار بن غوريون. وأكد بيان جيش الاحتلال أن الغارات استهدفت "بنى تحتية تابعة لجماعة الحوثي في مطار صنعاء ومرافق حيوية أخرى"، مضيفاً أن هذه الضربات تأتي في إطار الرد على تهديدات أمن الملاحة الجوية والبحرية. وتشنّ جماعة الحوثيين منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على حرب الإبادة المستمرة في غزة.