كرمالكم : أكدّ محافظ دمشق ماهر مروان، الأربعاء، أنّ السوريين في الأردن لم يكونوا يوما ما بالمهجر بل كانوا بين أهلهم وإخوانهم، مؤكدا ضرورة تعزيز الروابط بين البلدين.
وقال خلال لقاء مفتوح أقامته جمعية الأعمال السورية العالمية (سيبا الأردن) أن تحرير سوريا وإسقاط نظام الأسد أصبح واقعا وحقيقة.
ونوه مروان أن فترة النظام الزائل كانت بقبضة أمنية حديدية على السوريين.
ولفت إلى أن شمال سوريا قبل سقوط نظام الأسد كان به أكثر من 3 ملايين سوري يعيشون الألم والحصار.
"كانت عيوننا على حلب فأعطانا الله سوريا كاملة" وفق مروان الذي أكد أن سوريا تتعافى سياسيا واقتصاديا واجتماعيا حاليا.
وأضاف المحافظ الذي استعرض تفاصيل الحقبة السابقة التي عاشها الشعب السوري بألم" يأتي الناس لمكتبي ويقولون لم نكن ندخل للمحافظ دون دفع ليرة ذهب فقط لرؤيته".
وشدد مروان على أن هنالك أمورا استراتيجية جرى اتخاذها بشكل عملي على مستوى دمشق وريفها، متوقعا أن تشهد سوريا قفزات نوعية خلال 3 سنوات بتعاون الجميع.
ولفت مروان إلى أن هنالك مسارات جار العمل عليها منها ما يتعلق بالرقمنة والبنية التحتية، وغيرها من تفاصيل.
وشدد على أهمية الرقمنة في تسهيل حياة السوريين.
من ناحيته قال محافظ ريف دمشق محمد عامر الشيخ إن الأردن يُشكر لحسن استقباله السوريين ليس منذ عام 2011 فحسب بل منذ الثمانينات عندما استهدف النظام السوري في حينه السوريين.
وأضاف أن" إجرام النظام السوري البائد عمره عقود والأردن احتضن السوريين دوما فنسأل الله أن يحفظه".
وتطرق الشيخ لتجربة اللجوء السوري وما بناه الشعب السوري خارج بلاده إضافة لصبر من بقي في سوريا على إجرام النظام.
" سوريون جلسنا معهم وكانوا لم يدخلوا سوريا لمدة 45 سنة لم يدخلوها إلا بعد التحرير" بحسب الشيخ.
ولفت الشيخ إلى أن سوريا بحاجة الجميع للنهوض مجددا وتقديم المبادرات والدعم والفترة الماضية كان للمجتمع المحلي الدور الأكبر في ترميم المدارس والمساجد والبنية التحتية.
وأوضح الشيخ أن هنالك من يريد المساعدة والعودة للاستثمار في سوريا.
وخلال الحوار المفتوح استمع مروان والشيخ لمداخلة الحضور التي تعلقت بالواقع الاقتصادي السوري، والفرص الاستثمارية، إضافة للواقع المعيشي.
وأشاد رجل أعمال سوري خلال مداخلة له بالتشريعات الاقتصادية الأردنية، داعيا للاستفادة منها من سوريا، فيما تساءل آخر عن الخارطة الاستثمارية المتوافرة في سوريا وآلية تملك الأراضي لبدء الاستثمار.
وشدد رجل أعمال سوري آخر مقيم في الأردن على ضرورة تخصيص مدن صناعية داخل سوريا تساعد المستثمرين السوريين، مع ضرورة تسهيل تملك الأراضي وثبات التشريعات والقرارات الاقتصادية لخلق أجواء استثمارية ملائمة.
وفي رده على مداخلات الحضور قال محافظ دمشق ماهر مروان إن مداخلات الحضور هامة، ولكن يجب أن نكون واقعيين في الطرح، وأن لا نُحمل الحكومة الحالية أرثا سابقا ثقيلا وحالة المرض الشديد الذي تعيشه سوريا.
وأشار إلى أن الإرث السابق بحاجة لوقت لتصحيحه وهذا يتطلب بناء صحيحا تشريعيا مما يستوجب وجود مجلس تشريعي يدرس القوانين.
"الطلبات الكبيرة حق ولا بد من الواقعية أيضا" وفق مروان.
ولفت إلى أن أحياء دمشق بحاجة لإعادة بناء، وحاليا المناطق المهدمة جزئيا يجري العمل عليها ولكن إعادة الإعمار لا تتحقق بشهر وشهرين وتحتاج لتدرج.
وأوضح مروان أن هنالك شركات جاهزة للعمل بإعادة الإعمار، ولكن لا بد من مخطط تنظيمي جديد يراعي البيئة وهوية المنطقة.
وشدد على أن الدولة لا تستطيع إعطاء السكن لمنطقة دون أخرى.
وتحدث مروان عن تعاون أردني سوري بملف التصدير والاستيراد، إذ سيكون هناك إجراءات سيعلن عنها لاحقا بين البلدين.
ونوه مروان إلى أن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا خلق نهما للمساهمة في الاستثمار في سوريا.
وقال مروان إن الفنادق في دمشق تمتلئ عند إقامة أي فعالية بالعاصمة وهذا مؤشر على وجود فرص للقطاع السياحي.
وقال إن سوريا تتجه للخصخصة ببعض القطاعات، مشيرا إلى أن العروض التي جرى تلقيها سابقا بهذا الخصوص لم تكن جدية بينما الآن هناك عروض جدية.
وتحدث مروان عن تعاون بين محافظة دمشق وأمانة عمان.
وتطرق مروان بشكل مقتضب عن تطوير لجبل قاسيون يجري العمل عليه حاليا بما يسهم بتحسين رحلة الزوار.
محافظ ريف دمشق محمد الشيخ قال برده على مداخلات الحضور إنه سيجري توفير مراكز لخدمات المستثمرين، وسيجري بناء هوية بصرية جديدة للدولة ومجلس الشعب سيعمل على سن القوانين التي تطور الدولة.
وشدد الشيخ أن سوريا مؤهلة لتكون في المقدمة، واليوم المخطط التنظيمي بالمناطق المهدومة سيراعي ثقافة المجتمع.
وقال الشيخ إنه سيكون هناك مناطق تنموية بريف دمشق، مضيفا أن قانون استثمار يجري العمل عليه، وهو شبه جاهز.
بدوره أشاد عضو جمعية الأعمال السورية العالمية محمد الشاعر بدور الأردن باستقبال اللاجئين السوريين على مدار الأزمة السورية، مؤكدا أن سوريا تفتح ذراعيها لكل أشقائها.
يشار ألى أن (سيبا الأردن) ومقرها عمان تهدف لتمكين المستثمرين السوريين وإثراء مجتمع الأعمال في الأردن.
المملكة
محافظ دمشق: السوريون في الأردن لم يكونوا يومًا في المهجر
