غادر الدكتور محمد أبو سلمية منزل عائلته الجمعة ليباشر عمله كمدير لمستشفى الشفاء في غزة. وفي اليوم التالي، وصلت جثامين ستة أفراد من عائلته أثناء تأدية عمله.

وقال الطبيب إن غارة جوية إسرائيلية أصابت منزله في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، حيث كانت تعيش أجيال عديدة.

وقال أبو سلمية لشبكةCNN: "هذا منزل العائلة الذي نعيش فيه. استشهد أخي، واثنان من أبناء أخي، وزوجة ابن أخي، واثنان من أبنائه".

وأضاف أن الغارة على منزل عائلة أبو سلمية أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة سبعة آخرين، من بينهم شقيقة مدير المستشفى وابنة أخيه وأبناء أخيه.

وتواصلت CNN مع الجيش الإسرائيلي للتعليق على هدف الغارات.

وأظهر مقطع فيديو نشره مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، أبو سلمية وهو راكعٌ في حالة من الحزن والأسى بجانب جثث أفراد عائلته في المستشفى، ولا يزال يرتدي زيّ الطبيب.

وقال البرش في منشور على منصة إكس: "نسأل الله أن يربط على قلبه وعلى قلوب أهله ويلهمهم الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون".

وأعلن الدفاع المدني في غزة أنه أنقذ أربعة مصابين وانتشل ثلاث جثث من منزل في منطقة الشاطئ الشمالي بغزة.

وأضاف الدفاع المدني: "لا يزال هناك مفقود مدفونًا تحت الأنقاض، وتحاول طواقمنا الوصول إليه وانتشاله".

ويأتي هذا الهجوم الأخير في ظل تصاعد الغضب العالمي إزاء محاولات إسرائيل الاستيلاء على مدينة غزة. وقد فرّ عشرات الآلاف من المدينة، التي شهدت هدم إسرائيل للمباني الشاهقة.

وتقول إسرائيل إن المدينة، أكبر مدن غزة، لا تزال معقلًا لحماس. أصدر الجناح العسكري للحركة صورةً للرهائن الإسرائيليين المتبقين لديه، محذرًا من أن التوغل في مدينة غزة يعني أن إسرائيل فقدت أي فرصة لإخراج رهائنها من القطاع.

وقُتل أكثر من 65 ألفًا و200 فلسطيني في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.

حذّرت الأمم المتحدة وجهات أخرى من أن الهجوم سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة أصلًا، حيث أُعلن رسميًا أن أجزاءً من غزة تعاني من المجاعة.

هذا الأسبوع، خلص تحقيق مستقل للأمم المتحدة للمرة الأولى إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة.