: ستغلق موسكو كل الخدمات غير الأساسية من 28 تشرين الأول/أكتوبر حتى 7 تشرين الثاني/نوفمبر حسبما أعلن رئيس بلديتها، في وقت تسجل روسيا ارتفاعا في أعداد الوفيات بكورونا ووسط معدلات تلقيح منخفضة جدا في البلد الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا.
وأعلن رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين عن قرار الإغلاق الذي سيستمر 11 يوما بعدما أمر الرئيس فلاديمير بوتين بإعطاء إجازة مدفوعة لاسبوع على مستوى البلاد في نهاية الشهر، للحد من التفشي السريع للعدوى.
أفادت روسيا عن 1036 وفاة بكوفيد في يوم واحد الخميس، غير أن المسؤولين حذروا من أن الأسوأ لم يأت بعد في وقت لا تتجاوز نسبة المواطنين الملقحين 35 بالمئة.
ولن يعقد بوتين اجتماعات حضورية خلال فترة الإجازة، بحسب الكرملين.
وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف لوكالة الأنباء الرسمية ريا نوفوستي "لن تعقد فعاليات بشكل حضوري نظرا للوضع الوبائي الصعب".
وقد بذلت السلطات كل ما بوسعها لحماية الرئيس البالغ 69 عاما، والذي بحسب الكرملين تلقى اللقاح بالكامل.
وقال سوبيانين إن جميع المحلات غير الأساسية ومرافق الرياضة والترفيه يجب أن تغلق موقتا. وتبقى أماكن بيع السلع الغذائية والأدوية وغيرها من الضروريات مفتوحة.
وستتمكن المطاعم والمقاهي من تقديم خدمة تسليم الطعام ليحمله الزبائن معهم، حسب بيان لرئيس البلدية.
وسيتم حظر الفعاليات الجماهيرية وستغلق المدارس، إذ تتزامن أيام الإجازات مع العطلة الوطنية للمدارس.
ويمكن للمسارح والمتاحف أن تبقى مفتوحة في هذه الفترة ولكن بشرط أن يبرز الزوار شهادة صحية.
وقال سوبيانين إن التدابير ضرورية لأن "الوضع في موسكو يستمر في التطور بحسب السيناريو الأكثر سوءا".
عمال المقابر منهكون
عندما ينتهي العمل بالتدابير في 8 تشرين الثاني/نوفمبر ستوقف موسكو أيضا خدمة الحافلات المجانية للركاب غير الملقحين ممن تتجاوز أعمارهم 60 عاما أو المصابين بأمراض مزمنة".
وقال سوبيانين إن القرار اتُخذ بهدف "حماية أرواح وصحة أهالي موسكو الأكثر ضعفا"
وكان سوبيانين قد طلب في وقت سابق من غير الملقحين ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاما العمل من المنزل، وجعل اللقاح إلزاميا لموظفي القطاع العام.
وأعلن المسؤولون هذا الأسبوع أن الفيروس ينتشر بأسرع وتيرة له، وسجلت روسيا 36 ألفا و339 إصابة جديدة بالفيروس الخميس.
وقالت نائبة رئيس البلدية أناستازيا راكوفا إن معدلات الاستشفاء ارتفعت ثلاث أضعاف خلال شهر، ونسبت ذلك إلى المتحورة دلتا.
واعتبرت إن التوقف عن العمل هو "من التدابير الوبائية الأكثر فعالية للمدن الكبيرة".
وخارج موسكو تشعر المناطق الروسية ايضا بالضغط.
في مدينة فورونيج بجنوب الغرب، إحدى أكثر المناطق تضررا بالفيروس، قالت السلطات إن عمال المقابر يعملون "إلى أقصى حد" وسط زيادة كبيرة في أعداد الوفيات.
ربط بوتين الأربعاء معدلات الوفيات المرتفعة بكوفيد في روسيا إلى ما اعتبره "لسوء الحظ" نسبة تلقيح متدنية.
وحض الروس على التحلي "بالمسؤولية" وتلقي اللقاح.
وخلال زيارة إلى جيب كالينينغراد الخميس حض رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين الأهالي على الاستجابة لنداء الرئيس.
وقال ميشوستين "سمعتم ما قاله الرئيس بهذا الشأن. المسألة بغاية الأهمية"، حسبما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي.
ورغم نداءات متكررة من بوتين وتوفر اللقاح المحلي الصنع سبوتنيك-في على نطاق واسع منذ كانون الأول/ديسمبر، يتردد العديد من الروس في تلقي اللقاح.
وقال المتحدث باسم بوتين الأربعاء إنه لم يتلق اللقاح مشيرا إلى "معدل مرتفع من الأجسام المضادة".
ورغم استخدامه في عشرات الدول، لم يحصل لقاح سبوتنيك على ترخيص من الاتحاد الأوروبي ولا من جانب منظمة الصحة العالمية.
وقال أحد مساعدي وزير الصحة الروسي، أليكسي كوزنيتسوف، الخميس إن موعد التفتيش من جانب الهيئة الناظمة للدواء في الاتحاد الأوروبي، أي وكالة الأدوية الأوروبية، "لا يزال قيد النقاش".
ونقلت عنه وكالة تاس للأنباء قوله "نتحضر لزيارة (من جانب وكالة الأدوية الأوروبية) هذا العام".
وردا على سؤال بشأن صحة التقارير عن عدم احتمال ترخيص سبوتنيك هذا العام، قال فيرغوس سويني، رئيس فريق عمل الدراسات السريرية في وكالة الأدوية الأوروبية إنه لن يعلق على الجدول الزمني.
وقال للصحافيين "بخصوص تقييم اللقاح سبوتنيك، لا تزال المسألة قيد الدرس، نواصل عملية التقييم والتواصل مع الشركة".
وتواجه روسيا أسوأ موجة من الوباء منذ بدء الجائحة وسجلت الخميس عددًا قياسيًا جديدًا للوفيات اليومية لترتفع الحصيلة الرسمية الإجمالية للوفيات بكوفيد إلى 227,389.
لكن الأرقام التي نشرتها وكالة الإحصاء روستات في تشرين الأول/أكتوبر ترسم صورة أشد قتامة وتشير إلى أكثر من 400 ألف وفاة بكوفيد في هذا البلد.