شريط الأخبار

صندوق النقد.. اشتقنا لكم!!

صندوق النقد.. اشتقنا لكم!!
كرمالكم :  
عبدالله المجالي
أستطيع القول أن الأردن زبون دائم على صندوق النقد الدولي منذ أزيد من 30 عاما.
ولا يكاد الصندوق أن يغيب عنا حتى يطل علينا من جديد متمثلا المثل الأردني "ما بغيب راسه إلا رجليه طالات"!!
الحكومة تبشرنا بقرب التواصل مع الصندوق في ظل مؤتمرها العتيد عن التحديث الاقتصادي والذي استمر يومين في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بالبحر الميت بمناسبة مرور عام على إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي وخارطة طريق تحديث القطاع العام، بحضور أكثر من 600 شخصية من المسؤولين والخبراء والمختصين. (كم يا ترى كلف المؤتمر؟)
بالتزامن مع المؤتمر وجه رئيس الوزراء بشر الخصاونة الحكومة بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي على برنامج إصلاح اقتصادي جديد مدعوم من الصندوق يسهم في تعزيز الاقتصاد وتحقيق المتطلبات التمويلية وتعزيز النمو!!
من المعلوم أن صندوق النقد يقدم وصفات علاجية، والمفروض أن يتشافى المريض بعد انتهاء الوصفة خصوصا بعد إعلان نجاحها من قبل الطبيب (الصندوق) والمريض (الحكومة)، ومعنى أن يعود المريض مرة أخرى هو إما أن الوصفة ليست ناجحة أو أن المريض أعجب بالطبيب!!
فمنذ دخولنا مستشفى الصندوق النقد وتعاطينا جميع الوصفات التي صرفها لنا، وأحيانا نزاود عليها، ونحن نعاني من نفس الأمراض، بل أكثر من ذلك تتعمق مشاكلنا أكثر فأكثر ولا يرى المواطن نهاية لهذا النفق.
المستشارون وخبراء التنمية البشرية ينصحون دائما بالتفكير خارج الصندوق، لكن حكوماتنا العتيدة تصر دائما على التفكير من داخل صندوق النقد الدولي!!
السبيل

مواضيع قد تهمك