بقلم د. رِهام الزغيِّر
بشهر يونيو
حزيران الذي مضى، كنت بجولة ب محافظات مملكتنا الحبيبة من الشمال إلى الجنوب، من
أجل التدريب، التعليم، الإرشاد لشبابنا و سيداتنا لرؤية الفرص المحاطة بهن و
استثمارها باقل التكاليف لفتح المشاريع الريادية التي تدر دخلا عليهم و تمكّنهم
اقتصاديا، وكانت آخر الجولة بمدينة العقبة الجميلة، عروس البحر الأحمر، هذه
المدينة السياحية التي نستمتع بكل ثانية فيها.
رأيت مظلة
القش على الشاطئ، حدقت بها لدقائق، وقد لخصت لي الكثير من التجارب التي شاهدتها
بهذه الجولة، حيث رأيت فيها روعة تحمل شبابنا رغم المصاعب والأوضاع التي نواجهها
والتي أشهد أنهم مثال يحتذى بهم، رأيت صمودهم ووقوفهم شامخين مفتخرين عيونهم للشمس
انهم اولا اردنيين وأردنيات وأنهم واعيين قادريين على العمل وتحقيق طموحاتهم لما
يمتلكونه من مهارات رغم كل الظروف ووضع المنطقة الملتهب، رأيت التماسك، التعاضد،
الوحدة طول الزمن، نكون سندا ودعما لبعض، نتظلل بظل الأخر، رأيت سيداتنا اللواتي
يشتغلن ليلا نهارا لعائلاتهم وأهلهم طول فصول السنة، نحمي بعضنا من الظروف القاسية
والرياح العاتية، نواجه ظروف نعم، شعب عاصر العديد بكل الأشكال الاقتصادية
والسياسية والحروب نعم، تأثرنا ب كورونا نعم، بالحروب على الدول المجاورة طبعاً
نعم، تأثرنا بالحرب على غزة نعم وكثيراً و على جميع القطاعات والأصعدة، وخاصة
السياحة، و شهدنا العديد من الإغلاقات، صمدنا و صامدين وسوف نكون أقوى لأننا
أردنيين، مع الأخذ بعين الاعتبار هذه الأرقام، ان السياحة تشكل نسبة 14% من الناتج
المحلي الإجمالي لدينا اي انها محرك مهم وأساسي للاقتصاد الوطني، وبلغ عدد
العاملين في قطاع السياحة حتى الربع الثالث من العام الماضي 57.969 عاملاً، منهم
50.458 من الذكور و7.511 من الإناث، موزعين على أكثر من 3341 منشأة، بحسب بيانات
وزارة السياحة والآثار، وتشير البيانات الأولية أيضاً الصادرة عن البنك المركزي
الى تحقيق الدخل السياحي خلال شهر حزيران من عام 2024 نمواً نسبته 2.1%، مقارنة مع
ذات الشهر من عام 2023، ليبلغ 455.8 مليون دينار (642.9 مليون دولار).
أما خلال
النصف الأول من عام 2024 فقد شهد الدخل السياحي انخفاضًا بنسبة 4.9% مقارنة مع
الفترة المقابلة من عام 2023، ليسجل ما قيمته 2.3 مليار دينار (3.3 مليار دولار)
ويعود ذلك إلى تراجع أعداد السياح بنسبة 7.9%.
أشهد بأن
الوضع سوف يتحسن لنية هذا الشعب الطيب الصبور المحب لكل شبر بهذا الوطن، يكفيني
ابتسامة وطيبة وكرم أهلها، و مهنية الموظفين وخاصة بالقطاع السياحي هناك، من
الخدمات والجودة التي تقدم بكل مكان، نشكر الله اننا نستطيع مثلا الاكل بكل مطعم
دون السؤال إن كان هذا الاكل نظيف ام لأ، مع الأخذ بعين الاعتبار درجات الحرارة
العالية هناك.
رأيت الأمل بأعينهم أن غدا أجمل و افضل، وانشالله مشاريع وخطط مستقبلية تنفذ لأنهم بحاجة لذلك، وسوف يأتي يوم بعدها يكون من اجمل ايام الصيف ونحن نستظل بمظلة القش.