عبد الله المجالي
خلال أسبوع واحد وجه الكيان ثلاث ضربات
تحت للحزام للأردن تدل على مدى نذالته وخسته ولؤمه.
الأولى جاءت بعد أن أعلنت وزارة
الزراعة في 5/8/2024 تقييد تصدير البندورة؛ بهدف مواجهة ارتفاع أسعارها وضمان
توافر المنتج بكميات كافية للاستهلاك المحلي.
بعد أيام ادعت وزارة زراعة الكيان أنها
أوقفت استيراد البندورة والفواكه من الأردن بحجة ظهور نتائج وجود الكوليرا في مياه
نهر اليرموك.
هذه كانت محاولة خسيسة لضرب المنتجات
الزراعية الأردنية في الأسواق الخارجية، ورغم استنفار الحكومة للرد على تلك
المزاعم الصهيونية إلا أنه يخشى أن الضرر قد وقع، مع العلم أن تصدير المنتجات
الزراعية شهد ارتفاعا بنسبة 17% خلال العام 2023 مقارنة بالأعوام الماضية. وتشكل
الصادرات الزراعية 13.6 من إجمالي الصادرات الأردنية.
الضربة الثانية جاءت بعد التأكيد
الأردني الرسمي حول رفض الأردن أن يكون ساحة للصراع، وتأكيده أنه سيواجه أي
محاولات لاختراق أجوائه وسيادته من أي جهة، وذلك على خلفية جريمة اغتيال رئيس حركة
حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران وتهديد الأخيرة للرد عليها، ما أثار ذكريات
هجوم إيران في نيسان الماضي والذي أعلن الأردن عن تصديه للصواريخ والمسيرات التي
اخترقت أجواءه في طريقها للكيان.
فبعد كل التأكيدات سربت وسائل إعلام
صهيونية أن عمّان سمحت للكيان باستخدام الأجواء الأردنية للتصدي لأي هجوم إيراني.
وتعمدت وسائل إعلام صهيونية نشر أخبار،
بعد اجتماع مجلس الأمن القومي الأردني بحضور الملك، نقلا عن مصدر أردني مجهول لم
تسمه قوله إن الأردن سيسمح للكيان بالتصدي للهجوم الإيراني عبر مجاله الجوي.
واتهمت تلك الوسائل الحكومة الأردنية بأنها تقول في السر ما لا تقوله في العلن.
في الواقع يصعب عليّ أن أصدق أن مسؤولا
أردنيا صرح لتلك الوسيلة الإعلامية الصهيونية، لكن الإعلام الصهيوني للأسف يعتمد
على مخزون من عدم الثقة بين الأردنيين ومسؤوليهم وحكوماتهم. وواضح أن تلك الضربة
تحت الحزام هدفها التشويش على الموقف الرسمي وزرع الشك لدى المواطنين الأردنيين،
ولا يستبعد أن تكون رسالة بعدم رضا الكيان عن الموقف الأردني.
الضربة الثالثة كانت اليوم حين كشفت
وسائل إعلام صهيونية عن نية جيش العدو تشكيل فرقة عسكرية للانتشار على طول الحدود
الأردنية من شمالها إلى جنوبها، وأن قائد جيش العدو سيحسم في ذلك خلال أيام.
أما سبب تشكيل تلك الفرقة العسكرية،
بحسب الإعلام الصهيوني، فهو وجود تخوف حقيقي في جهاز الأمن الإسرائيلي من تقويض
الاستقرار عند الحدود الأردنية، متهمة إيران بأنها الجهة الأساسية التي تعمل على
تقويض الاستقرار على طول الحدود!!
ولا تخفى الظلال السلبية لذلك الخبر، فهو يحاول زعزعة الثقة والتشكيك في القدرات الأمنية الأردنية، وإظهار أن الجيش الأردني غير قادر على حماية حدوده!
السبيل