أكد مسؤولون رفيعو المستوى في جامعات ومؤسسات صحية وشركات أميركية كبرى، اهتمامهم الكبير بالتعاون والعمل على تطوير الشراكات مع الأردن في مختلف المجالات، لدعم قطاعات التعليم، والرعاية الصحية، والابتكار.
وأبدت هذه المؤسسات استعدادها لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي مع الأردن، بما يساهم في تحسين جودة التعليم والرعاية الصحية، ويعزز من مكانة المملكة كمركز إقليمي للابتكار والنمو في المنطقة.
جاء ذلك، خلال تصريحات صحفية، على هامش اجتماع جلالة الملك عبدالله الثاني في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس، الاثنين، برؤساء تنفيذيين لشركات ورؤساء جامعات ومؤسسات تعليم عال أميركية، لبحث سبل بناء وتطوير شراكات مع الأردن.
وبلغت قيمة صادرات البضائع من الأردن لولاية ماساتشوستس نحو 15.3 مليون دولار عام 2023، بينما بلغت قيمة مستوردات المملكة من الولاية نحو 7.3 ملايين دولار.
وأكد جلالته خلال الاجتماع، الذي نظمته حاكمة ولاية ماساتشوستس مورا هيلي، أهمية توسيع التعاون بين الأردن والولايات المتحدة، والبناء على الشراكة الاستراتيجية بينهما، مبينا أن أمن الأردن واستقراره جعله مقصدا للعديد من الاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات.
وأبدى ممثلو عدد من الشركات اهتماما بتعزيز التعاون مع الأردن في برامج التبادل الجامعي والبحوث النووية، واحتضان شركات أردنية ناشئة، وفي مجالات الطب والتكنولوجيا الحيوية والبرمجيات وأشباه الموصلات والتصنيع والأتمتة، إضافة إلى إمكانية اعتماد الأردن كمركز إقليمي للتخزين والخدمات اللوجستية.
- مركز لوجيستي إقليمي -
ويرى دانيال روبرت كرافت، رئيس شركة انترناشونال فورست (IFP)، في الأردن مركزًا لوجستيًا استراتيجيًا إقليميا لتعزيز الأعمال في المنطقة
وأشار كرافت في تصريحات صحفية، إلى أن الشركة تشحن حاليا منتجاتها إلى دول المنطقة بشكل منفصل، مما يزيد من التكاليف التشغيلية، مضيفا "إذا أتيحت لنا الفرصة لتعظيم حجم هذه الأعمال من خلال إنشاء مركز توزيع أو مستودع موحد في الأردن، فسيساعد ذلك في الحصول على أسعار شحن أكثر تنافسية وتقليل تكاليف التوزيع بشكل كبير".
وأوضح أن شركته تبيع مواد خام نقية، مما يجعل أي توفير في تكاليف الشحن والخدمات اللوجستية عاملًا حاسمًا في تعزيز القدرة التنافسية، معربا عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في توسيع نطاق أعمال الشركة في جميع أنحاء المنطقة.
- تعاون طويل الأمد مع هارفارد -
نائب رئيس الأبحاث في جامعة هارفارد جون شو، أشاد بالتعاون طويل الأمد بين الجامعة والأردن، موضحا أن العديد من الطلاب الأردنيين مسجلين في برامج الجامعة وفي الدراسات العليا، بالإضافة إلى مشاركتهم في الأبحاث التي تُجرى في مختبرات الجامعة، فضلاً عن استفادتهم من برامج التعليم التنفيذي.
وأشار شو إلى أن هذه العلاقات يمكن توسيعها لتشمل مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إذ إن كلا من الأردن والولايات المتحدة وجامعة هارفارد استثمروا بشكل كبير في هذه المجالات، ويشتركون في رؤية إيجابية لتأثيراتها على المجتمعات.
وأكد على أهمية التعاون في قطاع الرعاية الصحية، موضحًا أن هذا التعاون يتضمن تحسين السياسات الصحية وتطوير تقنيات مبتكرة لعلاج الأمراض، مما يعود بالنفع على المجتمعات في الأردن والولايات المتحدة.
- تعزيز التعاون مع جامعات الأردن -
وأبدت المستشارة في جامعة ماساتشوستس لويل جولي تشين، عن دعمها الكبير للفرص المستقبلية في تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي مع المملكة، مؤكدة أن الأردن، الذي يولي أهمية كبيرة للتعليم، يمثل بيئة مثالية للتبادل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ما يفتح المجال للعمل على مواضيع تعليمية وبحثية مبتكرة.
وأشارت إلى برنامج ديفرينس ميكر، الذي لاقى نجاحًا كبيرًا في جمع طلاب من تخصصات مختلفة للعمل معًا على مشاريع مبتكرة. يضم البرنامج طلابًا من تخصصات متنوعة مثل الهندسة والعلاج الطبيعي وإدارة الأعمال، مما يتيح لهم التعاون في حل المشكلات وتحويل الأفكار إلى مشاريع تجارية ناجحة.
كما أعربت
تشين عن رغبتها في توسيع هذا البرنامج من خلال العمل مع الجامعات الأردنية لتطوير
نسخة من البرنامج تتناسب مع احتياجات الأردن وتعزز الابتكار وريادة الأعمال في
البلاد.
- تعزيز الرعاية الصحية –
وتحدث جيف دي لولو، الرئيس الإقليمي لشركة فيليبس أميركا الشمالية، عن الفرص الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا الحديثة لتحسين الإنتاجية وتعزيز الرعاية الصحية في الأردن.
وأكد دي لولو أن فيليبس تركز على تعزيز الإنتاجية من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسهم في تحسين أداء الموظفين في المجال الطبي، مما يتيح لهم زيادة عدد المرضى الذين يمكنهم معالجتهم وتقديم خدمات طبية أكثر فاعلية.
وأشار دي لولو إلى أن الأردن من الدول الرائدة في العالم العربي في مجال التصوير الطبي التشخيصي، إذ يمكن للأطباء المتخصصين في الأردن تفسير الأشعة وتحليلها بشكل فعال، مما يسهم في تحسين إنتاجية الرعاية الصحية ويعزز قدرة البلاد على توسيع نطاق الرعاية عبر الحدود.
ولفت النظر إلى أهمية التعاون مع مركز الحسين للسرطان، الذي أدخل علاجات متقدمة لتمكين تشخيص السرطان بشكل أسرع وأكثر دقة، مبينا أن التكنولوجيا تسمح برفع القدرات في مجال فحص الأشعة لتمكن المتخصصين من فحصها بشكل فوري، مما يسهم في تسريع التشخيص وتطوير خطط العلاج في وقت قياسي مقارنةً بالطرق التقليدية.
وأعرب دي لولو عن تفاؤله بتوسيع هذه التقنيات في الأردن لمساعدة الأطباء والمتخصصين في جميع أنحاء العالم على تشخيص الحالات وتقديم أفضل الرعاية الصحية بغض النظر عن مكان تواجدهم.
- تعزيز الابتكار والبحث الطبي -
أكد ريموند ليو، نائب رئيس مستشفى ماس جنرال، خلال حديثه عن الفرص الكبيرة التي يمكن أن تعزز التعاون بين مستشفى ماس جنرال بريغهام والمؤسسات الصحية الأردنية، خاصة مع مركز الحسين للسرطان.
وأشار إلى وجود مجالات حيوية يمكن توسيعها، مثل مكافحة سرطان البنكرياس من خلال البروتوكولات الجديدة للتشخيص والعلاج، والتي يمكن أن تكون محورًا للتطوير المستقبلي.
كما تحدث الدكتور ليو عن أهمية التفكير في الابتكار والتسويق عبر التعاون بين الأنظمة البيئية المختلفة مثل الأكاديمي، والأنظمة الصحية، والتكنولوجيا الحيوية، وتمويل المشاريع، مشيرًا إلى أن هذه الفرص يمكن أن تُنقل إلى الأردن لزيادة التوسع وتحقيق تأثير إيجابي على نطاق أوسع.
وأشار أيضًا إلى دور مستشفى ماس جنرال في تقديم الخبرات في التعليم الطبي والبحث، حيث أكد على ضرورة وجود بنية تحتية قوية لدعم البحث العلمي والابتكار، مما سيسهم في تحسين الأنظمة الطبية في الأردن من خلال مشاركة أفضل الممارسات مع مراكز أكاديمية مثل مركز الملك حسين للسرطان.
المملكة