أعلن الدفاع المدني في غزة، الأربعاء، مقتل 12 فلسطينيا في غارة إسرائيلية على خيمة نازحين في جنوب قطاع غزة. وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة "فرانس برس" إنه تم نقل القتلى "ومعظمهم من الأطفال والنساء في قصف إسرائيلي جوي صباح اليوم استهدف خيماً للنازحين بجانب مدرسة الحناوي في منطقة أصداء في خان يونس".
وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي كثف الضربات الجوية والقصف بالدبابات على مناطق في خان يونس بعد يوم من إسقاط منشورات تأمر السكان بمغادرة منازلهم والتوجه غربا، قائلا إن قواته تقاتل مسلحين من حركة حماس وجماعات أخرى في المنطقة.
يأتي ذلك بعد يوم من مقتل 27 شخصا في جنوب غزة بعدما أطلق جنود إسرائيليون النار قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية مدعوم من الولايات المتحدة، في واقعة أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا بشأنها.
وسارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "إدانة" إطلاق النار، معتبرا أنه "من غير المقبول أن يخسر مدنيون حياتهم لمجرد أنهم يسعون الى الحصول على غذاء"، ومكررا الدعوة لإجراء تحقيق مستقل في ما جرى.
وتواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة الذي تحوّل إلى أكوام من الركام، فيما تقول الأمم المتحدة إن كل سكان القطاع المحاصر معرّضون للمجاعة، وإن المساعدات التي سُمح بدخولها منذ أيام بعد حصار خانق استمرّ أكثر من شهرين، ليست سوى "قطرة في محيط".
يأتي ذلك فيما أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتّحدة وإسرائيل، أنّ مراكزها المخصّصة لتوزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني ستغلق اليوم الأربعاء لإجراء أعمال "ترميم".
وفي منشور على حسابها في "فيسبوك"، قالت المؤسسة، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل إنّه "في الرابع من يونيو (حزيران)، ستُغلق مراكز التوزيع لأعمال الترميم وإعادة التنظيم وتحسين الكفاءة".
وبحسب المؤسسة فإنّ عملياتها في مراكز الإغاثة ستُستأنف يوم الخميس.
بدوره، أكّد الجيش الإسرائيلي أنّ هذه المراكز ستغلق أبوابها مؤقتا الأربعاء.
وقال الجيش في منشور على منصب "إكس": "يُمنع غدا (الأربعاء) السفر على الطرق المؤدية إلى مراكز التوزيع، والتي تُعتبر مناطق قتال".
وبدأت المؤسسة عملياتها في قطاع غزة قبل أكثر من أسبوع بقليل، بعد أن رفعت إسرائيل جزئيا الحصار الشامل الذي فرضته على قطاع غزة لأكثر من شهرين، مما حرم سكان غزة من جميع المساعدات الإنسانية.
وترفض الأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكومية العمل مع هذه المؤسسة بسبب مخاوف بشأن إجراءاتها وحيادها، ولا سيّما القلق من أن تكون قد أُنشئت لخدمة أهداف عسكرية إسرائيلية.
ولعقود، تولّت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الإشراف على العمليات الإنسانية في غزة.
لكنّ إسرائيل اتّهمت الأونروا بتوفير غطاء لحماس، مدّعية أنّ بعض موظفي المنظمة الأممية شاركوا في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب في القطاع.
وفي أحدث حصيلة نشرتها الثلاثاء وزارة الصحة في غزة، قتل 54,510 فلسطينيا وأصيب 124,901 بجروح منذ اندلاع الحرب، بينهم 4240 قتيلا منذ 18 مارس (آذار) الماضي عندم انهارت الهدنة الهشة التي استمرت شهرين بين إسرائيل وحماس.
العربية