نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، استهدافات واسعة للنازحين في الشوارع والمنازل في غزة مما أسفر عن مجازر جديدة، في وقت خرجت فيه 3 من المستشفيات القليلة المتبقية في القطاع عن الخدمة.
وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع
باستشهاد 91 فلسطينيا منذ فجر اليوم، بينهم 48 في مدينة غزة، و6 من المجوّعين
استهدفتهم نيران الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وتركزت الغارات إلى حد كبير على أحياء مدينة غزة، واستهدفت نازحين كانوا يحاولون مغادرتها، وآخرين في مخيمات جنوبي القطاع.
وتواصل القصف العنيف على أحياء مدينة
غزة بالتوازي مع التوغلات التي تنفذها قوات الاحتلال في عدد من أحياء المدينة في
إطار عملية عربات جدعون 2 الرامية لاحتلال المدينة.
استهداف للنازحين
وفي أحدث التطورات، أفادت مصادر طبية باستشهاد 8 أشخاص، بينهم 4 أطفال، في غارة على حي الدرج وسط مدينة غزة.
وقبيل ذلك، أصيب فلسطينيون جراء قصف من مسيّرة إسرائيلية على منطقة السرايا وسط المدينة أيضا.
وتعرضت الأحياء الغربية لمدينة غزة لسلسلة من الغارات العنيفة استهدفت إحداها نازحين على متن عربة يجرها حيوان مما أسفر عن استشهاد 5 منهم.
وعلى شارع الرشيد الساحلي الذي ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه طريق آمن للخروج من مدينة غزة، قصفت الطائرات الإسرائيلية نازحين يتجهون جنوبا مما أسفر عن شهيد ومصابين.
واستشهد فلسطينيان آخران إثر استهداف شقة سكنية في حي الرمال الذي يقع غربي المدينة، كما سُجلت إصابات في قصف على منطقة الميناء.
وفي وقت سابق اليوم، استشهد 9 فلسطينيين من عائلة واحدة في مخيم الشاطئ القريب الذي تعرض لموجة جديدة من الغارات أسفرت عن تدمير عدة منازل.
وشملت الغارات حيي تل الهوا والصبرة جنوبي مدينة غزة مما أسفر عن شهيد مصابين، وبالتوازي مع ذلك قام جيش الاحتلال بنسف عدة منازل بواسطة عربات مسيّرة ومُفخخة.
كما عرضت المناطق الشرقية لمدينة غزة
لغارات متلاحقة، وأدى ذلك إلى مجزرة خلّفت 11 شهيدا، بينهم أطفال في حي التفاح،
واستشهد فلسطيني آخر برصاص مسيّرة في حي الشجاعية القريب.
ودفع القصف مئات الآلاف من سكان مدينة غزة إلى النزوح إلى وسط وجنوب قطاع غزة منذ الإعلان عن بدء الهجوم البري على المدينة قبل نحو أسبوعين.
وفي وسط القطاع، استشهد مساء اليوم 14 شخصا وأصيب عشرات إثر قصف من مسيّرة إسرائيلية على فلسطينيين وسط مخيم النصيرات، وذلك بعد ساعات من استشهاد 9 آخرين في غارة وقعت فجرا، وأسفرت غارة أخرى في مدينة دير البلح عن شهيد ومصابين.
وفي جنوب القطاع، أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 6 بينهم امرأتان في قصف من مسيّرات إسرائيلية على منطقة المواصي المكتظة بالنازحين غرب خان يونس.
وبحسب حصيلة نشرتها وزارة الصحة في غزة اليوم، ارتفع إجمالي ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 65 ألفا و926 شهيدا، إلى جانب 167 ألفا و783 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مستشفيات خارج الخدمة
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم خروج 3 مستشفيات في مدينة غزة من الخدمة، مع توسّع نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية.
والمستشفيات الثلاثة هي مستشفى الرنتيسي للأطفال، ومستشفى العيون، ومستشفى حمد لتأهيل الأطراف الصناعية، إلى جانب حصار الطواقم الطبية والمرضى داخل مستشفى القدس في حي تل الهوا جنوب غربي المدينة.
وأكدت الوزارة أن القطاع يواجه كارثة إنسانية وصحية شاملة في ظل تزايد أعداد الجرحى والمرضى وانعدام مقومات الرعاية الطبية.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن 4 مستشفيات في شمال غزة ومناطق أخرى في القطاع أُجبرت على الإغلاق منذ الأول من سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى
خليل الدقران إن الاحتلال أخرج معظم مستشفيات شمال القطاع ومحافظة غزة من الخدمة.
وأضاف الدقران، في مقابلة مع الجزيرة،
أن ما تبقى يعمل من تلك المستشفيات بات عاجزا عن استيعاب أعداد الجرحى التي تصل
يوميا.
وفي الإطار نفسه، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع تعاني من عجز شديد في وحدات الدم ومكوناته.
وأضافت الوزارة -في بيان- أن مستشفيات القطاع تحتاج شهريا إلى نحو 16 ألف وحدة من الدم ومكوناته، بمعدل يومي لا يقل عن 350 وحدة، لتلبية احتياجات المرضى والجرحى.
وتابعت أن رصيد أكياس الدم وأدوات نقله وفحصه أصبح صفرا؛ مشيرة إلى نفاد 65% من مواد الفحص المخبري الأساسية، و53% من المستهلكات والمستلزمات المخبرية، مما يعطل قدرة الطواقم الطبية على التشخيص والمتابعة.
وفي السياق، أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن أغلب المرافق الصحية في قطاع غزة أغلقت أبوابها، وتركت مئات الآلاف دون رعاية صحية.
المصدر: الجزيرة