يستحضر الأردنيون، يوم الأحد، بألم ممزوج بالصمود، الذكرى العشرين لواحدة من أقسى الليالي في تاريخهم الحديث،فعندما يعود التاريخ إلى التاسع من تشرين الثاني /نوفمبر 2005، تعود معه صور "تفجيرات عمان"، ذلك اليوم الذي بات يعرف بـ "الأربعاء
الأسود"، حين ضرب الإرهاب بغدر ثلاثة فنادق كبرى في قلب العاصمة.
مر عقدان من الزمن على تلك الهجمات الانتحارية الإرهابية التي هزت فنادق "الراديسون ساس" و "الجراند هايات" و "دايز إن"، مخلفة وراءها جرحا غائرا في الوجدان الوطني، أسفرت تلك الأعمال الوحشية عن ارتقاء 56 شهيدا وإصابة أكثر من 115
شخصا، كان معظمهم من الأردنيين الذين كانوا يحتفلون بحفل زفاف في إحدى القاعات.
وبعد مرور هذه السنين، يقف المشهد الوطني على ذات العهد، متمسكا بنبذ العنف والتطرف، وملتزما بالمبادئ الراسخة التي أرستها المملكة في مواجهتها الفكرية والأمنية لهذا الخطر.
ذكريات الألم.. وقصص الصمود
من موقع الحدث، حيث يقف فندق "الراديسون" اليوم محاطا بإجراءات أمنية مشددة، يروي أحد الناجين الذي كان يعمل موظف استقبال آنذاك، كيف تحولت قاعة الاحتفالات في ثوان من مكان للفرح إلى بركة من الدماء.
يقول بصوت خافت، وهو يشير إلى اللوحة التذكارية التي أقيمت لضحايا التفجير في بهو الفندق: "كنت أسمع صرخات النساء والأطفال، ثم ساد صمت مخيف".
لم تكن تلك الهجمات، التي تبناها تنظيم "القاعدة" في ذلك الوقت بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، مجرد عملية عابرة؛ بل كانت محاولة متعمدة لضرب استقرار الأردن، الدولة التي طالما اعتبرت واحة أمن في منطقة ملتهبة.
المواجهة الشاملة: من "الأربعاء
الأسود" إلى "رسالة عمان"
لم يكن رد الفعل الأردني عاطفيا أو مؤقتا فقط. ففي الأيام التي تلت الكارثة، خرج الأردنيون بمسيرات عفوية حاشدة في شوارع عمان والزرقاء وإربد، يحملون لافتات تندد بالإرهاب وتؤكد على اللحمة الوطنية.



